محمود سالم و المغامرون الخمسة
+7
عمار فريد
الفارس المقنع
reader34
الرجل الازرق
ocean615
mino
manar
11 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
محمود سالم و المغامرون الخمسة
محمود سالم كاتب السلسلة الشهيرة المغامرون الخمسة و لد في مصر و ما زال على قيد الحياة استطاع ان يبدع عالما
[right]متميزااثيرا لدى جيل او اكثر من العالم العربي
عدل سابقا من قبل manar في 12.07.08 1:41 عدل 1 مرات
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
ليس عندي معلومات عن كل الالغاز لكني قرأت قصة لكونان دويل (شرلوك هولمز-الغواصة )هي النسخة الاصل و بنفس الاحداث يالتمام و الكمال للغز الوثائق السرية
mino- tornado member
- عدد الرسائل : 82
تاريخ التسجيل : 03/02/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
number zero كتب:يا عيني عليك يا محمود سالم بس صح انو الالغاز مترجمة؟؟؟؟؟؟
القصص الاولى مترجمة قطعا و الشخصيات نفسها نفسها اللي موجودة بالاصل الاجنبي و يا ريت حدا ياكد هالشي من الشباب
ocean615- tornado member
- عدد الرسائل : 56
تاريخ التسجيل : 17/02/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
الكاتبة الاصلية اسمها اينيد بلايتون و الفت السلسلة عام 1946 اذا ماني غلطان و الشخصيات نفسها بالميللي حتى اسم تختخ اختصاره بالاجنبي (فاتي) الاحرف الاولى من فريدريك اليرنون تورتيفيلو المفتش كمان و الشاويش فرقع اسمو مستر غوون و حتى العلاقات نفسها بين الشاويش و المغامرين بس كتبت 15 عدد بسلسلة المغامرون الخمسة منهم الكوخ المحترق و البيت الخفي و اللص الشبح و العقد المفقود و حتى المخبرون الاربعة نفس الكاتبة اينيد بلايتون هي صاحبة السلسلة الاصلية و بعدين بعطي معلومات تفصيلية اكتر
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
manar كتب:الكاتبة الاصلية اسمها اينيد بلايتون و الفت السلسلة عام 1946 اذا ماني غلطان و الشخصيات نفسها بالميللي حتى اسم تختخ اختصاره بالاجنبي (فاتي) الاحرف الاولى من فريدريك اليرنون تورتيفيلو المفتش كمان و الشاويش فرقع اسمو مستر غوون و حتى العلاقات نفسها بين الشاويش و المغامرين بس كتبت 15 عدد بسلسلة المغامرون الخمسة منهم الكوخ المحترق و البيت الخفي و اللص الشبح و العقد المفقود و حتى المخبرون الاربعة نفس الكاتبة اينيد بلايتون هي صاحبة السلسلة الاصلية و بعدين بعطي معلومات تفصيلية اكتر
شي مخيب للامال انتظر معلومات اكتر
الرجل الازرق- wind blow member
- عدد الرسائل : 43
تاريخ التسجيل : 17/01/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
لكن محمود سالم استطاع ان يبدع من الفكرة المنقولةعالما رائعا
ocean615- tornado member
- عدد الرسائل : 56
تاريخ التسجيل : 17/02/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
ما كان اسم السلسلة بالانكليزي ؟؟؟؟
reader34- wind blow member
- عدد الرسائل : 45
تاريخ التسجيل : 03/02/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
reader34 كتب:ما كان اسم السلسلة بالانكليزي ؟؟؟؟
the five find-outers for enid blyton
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
[img][/img]
صورة غلاف الطبعة الانجليزية من الكوخ المحترق بس ما حدا يفكر انو هالشي خلانا نكره الالغاز ابدااااااااا
صورة غلاف الطبعة الانجليزية من الكوخ المحترق بس ما حدا يفكر انو هالشي خلانا نكره الالغاز ابدااااااااا
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
صحيح أن أول 15 لغز مترجمه، ولكن البقيه الباقيه هي من ابداع محمود سالم، أي أن الفكره والشخصيات الأساسيه مشتقه من اينيد بلايتون ولكن باقى الألغاز هي من ابداعه.
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
المغامرون الخمسه روايات بوليسية ألفها الكاتب الكبير محمود سالم، في بداية السبعينات وحققت نجاحا لم يسبق له مثيل ليس في مصر فحسب؛ بل في الدول العربية أيضاً. يقول الكاتب محمود سالم أنه كان دائما يحلم أن يصبح ضابط بوليس ولكن هذا الحلم لم يتحقق؛ ومع ذلك أستطاع أن يقترب قليلا من هذا الحلم حيث أصبح من أشهر كتاب الألغاز البوليسية في مصر.
"لقد نشأت في مكان ساحلي رائع، وكنت أقضى أوقات فراغي في القراءة وتأمل الطبيعة، ولازلت أتذكر جيدا عندما كنت صغيرا وكنت أجلس طويلا أمام شاطئ البحر وأتأمله، و بالطبع كان لهذا أثرا جليلا في نفسي إذ انه زاداني خيالا."
لم تكن بداية الكاتب مع كتابة الألغاز، فقد بدأ مشواره في عالم الصحافة في بداية الخمسينات وكان ذلك في جريدة "الرسالة الجديدة" و كان رئيسها آنذاك الكاتب المعروف طه حسين ، وأنتقل بعد ذلك إلى جريدة المصور، وكان يعمل هناك على أعادة صياغة بعض المواضيع الصحفية.
يقول محمود سالم "ذات يوم كان هناك موضوع صحفي عن مدينة ديزني لاند الشهيرة .. فقررت أن أتولى إعادة صياغته"، وقد كانت هذه الانطلاقة الحقيقية لسالم حيث أعاد كتابته بأسلوب بالغ الإثارة والتشويق.
" لقد تخيلت طفلا يقرأ هذه الرواية، بالتأكيد كان سينتابه الملل لهذا السبب وجدت نفسي أتخيل فتاة تتجول هي وأسرتها داخل المدينة و فجأة لم يجدوها، وظلوا يبحثون عنها في أروقة المدينة وأثناء البحث قررت أن أستعرض المكان و ما به من حدائق و ألعاب"
و قد لاقت هذه الصياغة الجديدة استحسان القراء إلى الدرجة التي طالبت فيها رئيسة تحرير مجلة سمير أن يشرف محمود سالم على القسم الخاص بروايات الأطفال، و لم يقتصر الأمر على ذلك بل أسندت إليه الأشراف على مجلة ميكى جيب الطبعة المصرية.
ومع الوقت لمعت موهبة محمود سالم و وضح حدسه الفائق في اختيار الأفكار المتعلقة بالأطفال، فقد أقترح على المجلة نشر لغز أسبوعيا و يترك للقراء الفرصة لإرسال الحلول مرة كل شهر؛ كانت النتيجة مذهلة حيث قفز توزيع المجلة من 30 ألف نسخة إلى 80 ألف نسخة في الشهر.
نقطة التحول
و شهد عام 8196 نقطة تحول جذرية في حياة الكاتب الكبير؛ حيث بدأ كتابة ألغاز المغامرين الخمسة.
" أتذكر أول لغز قمت بكتابته وكان عنوانه "الكوخ المحترق"، فقد تم طباعة ثلاثة ألاف نسخة على أمل أن يباع ألف نسخة على أبعد التخيلات؛ ولكن ما حدث كان مفاجأة! فقد تم بيع جميع النسخ في أول أسبوع، مما أضطرهم أعادة طباعة عشرة ألاف نسخة أخرى، ومع إصدار المزيد من الألغاز، ظل هذا العدد في تصاعد حتى وصل إلى مائة ألف نسخة مع اللغز العاشر " .
كان هدف محمود سالم الأساسي من كتابة الألغاز هو تنمية بعض المهارات وغرز بعض المبادئ والقيم الهامة لدى الأطفال والشباب في مقتبل أعمارهم مثل الشجاعة والأمانة والتفكير العلمي والمنطقي لاستنتاج حل الغز.
وعلى مدار عشرون عاما كتب سالم خلالهم مائة و عشرة لغز للمغامرون الخمسة وأصبح من أشهر كتاب الأطفال في مصر، و يذكر ان في عام 1979 قام المركز القومي البحوث التربوية بعمل دراسة حول التفكير العلمي لدى الأطفال, و قد انتهى البحث الذى يتناول دراسة الميول القرائية عند 3360 طفلا إلى أن قصص المغامرات البوليسية للأولاد " المغامرون الخمسة" تأتى في أول الترتيبات لأكثر القصص تداولا لدى أطفال في مصر.
"أنا طفل كبير" هكذا يصف الكاتب محمود سالم نفسه، " الكاتب الجيد أذا أراد أن يتخصص في كتابة قصص للأطفال لابد أن يحافظ على طفولته، " أما بخصوص المغامرون الخمسة فهم أولادي؛ أحبهم جدا و أعشق تفاصيل حياتهم .
"لقد نشأت في مكان ساحلي رائع، وكنت أقضى أوقات فراغي في القراءة وتأمل الطبيعة، ولازلت أتذكر جيدا عندما كنت صغيرا وكنت أجلس طويلا أمام شاطئ البحر وأتأمله، و بالطبع كان لهذا أثرا جليلا في نفسي إذ انه زاداني خيالا."
لم تكن بداية الكاتب مع كتابة الألغاز، فقد بدأ مشواره في عالم الصحافة في بداية الخمسينات وكان ذلك في جريدة "الرسالة الجديدة" و كان رئيسها آنذاك الكاتب المعروف طه حسين ، وأنتقل بعد ذلك إلى جريدة المصور، وكان يعمل هناك على أعادة صياغة بعض المواضيع الصحفية.
يقول محمود سالم "ذات يوم كان هناك موضوع صحفي عن مدينة ديزني لاند الشهيرة .. فقررت أن أتولى إعادة صياغته"، وقد كانت هذه الانطلاقة الحقيقية لسالم حيث أعاد كتابته بأسلوب بالغ الإثارة والتشويق.
" لقد تخيلت طفلا يقرأ هذه الرواية، بالتأكيد كان سينتابه الملل لهذا السبب وجدت نفسي أتخيل فتاة تتجول هي وأسرتها داخل المدينة و فجأة لم يجدوها، وظلوا يبحثون عنها في أروقة المدينة وأثناء البحث قررت أن أستعرض المكان و ما به من حدائق و ألعاب"
و قد لاقت هذه الصياغة الجديدة استحسان القراء إلى الدرجة التي طالبت فيها رئيسة تحرير مجلة سمير أن يشرف محمود سالم على القسم الخاص بروايات الأطفال، و لم يقتصر الأمر على ذلك بل أسندت إليه الأشراف على مجلة ميكى جيب الطبعة المصرية.
ومع الوقت لمعت موهبة محمود سالم و وضح حدسه الفائق في اختيار الأفكار المتعلقة بالأطفال، فقد أقترح على المجلة نشر لغز أسبوعيا و يترك للقراء الفرصة لإرسال الحلول مرة كل شهر؛ كانت النتيجة مذهلة حيث قفز توزيع المجلة من 30 ألف نسخة إلى 80 ألف نسخة في الشهر.
نقطة التحول
و شهد عام 8196 نقطة تحول جذرية في حياة الكاتب الكبير؛ حيث بدأ كتابة ألغاز المغامرين الخمسة.
" أتذكر أول لغز قمت بكتابته وكان عنوانه "الكوخ المحترق"، فقد تم طباعة ثلاثة ألاف نسخة على أمل أن يباع ألف نسخة على أبعد التخيلات؛ ولكن ما حدث كان مفاجأة! فقد تم بيع جميع النسخ في أول أسبوع، مما أضطرهم أعادة طباعة عشرة ألاف نسخة أخرى، ومع إصدار المزيد من الألغاز، ظل هذا العدد في تصاعد حتى وصل إلى مائة ألف نسخة مع اللغز العاشر " .
كان هدف محمود سالم الأساسي من كتابة الألغاز هو تنمية بعض المهارات وغرز بعض المبادئ والقيم الهامة لدى الأطفال والشباب في مقتبل أعمارهم مثل الشجاعة والأمانة والتفكير العلمي والمنطقي لاستنتاج حل الغز.
وعلى مدار عشرون عاما كتب سالم خلالهم مائة و عشرة لغز للمغامرون الخمسة وأصبح من أشهر كتاب الأطفال في مصر، و يذكر ان في عام 1979 قام المركز القومي البحوث التربوية بعمل دراسة حول التفكير العلمي لدى الأطفال, و قد انتهى البحث الذى يتناول دراسة الميول القرائية عند 3360 طفلا إلى أن قصص المغامرات البوليسية للأولاد " المغامرون الخمسة" تأتى في أول الترتيبات لأكثر القصص تداولا لدى أطفال في مصر.
"أنا طفل كبير" هكذا يصف الكاتب محمود سالم نفسه، " الكاتب الجيد أذا أراد أن يتخصص في كتابة قصص للأطفال لابد أن يحافظ على طفولته، " أما بخصوص المغامرون الخمسة فهم أولادي؛ أحبهم جدا و أعشق تفاصيل حياتهم .
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
صحيح ان محمود سالم نقل الالغاز الاولى عن الكاتبة الانكليزية اينيد بلايتون لكن الشيء البديع انه صاغها باسلوب لغوي و تعبيري جميل قريب من واقعنا بحيث يجعل القاريء العربي يعايش الاحداث ويندمج معها ويحس بانها حقيقية فعلا كما استفاد محمود سالم من التجربة الاولى فكتب باقي الالغاز حتى وصل العدد 120 تقريبا ونجح معظمها نجاح منقطع النظيرلايوصف و الدليل الحي هو استمرار تداولها بشغف و اقبال شديد حتى الان فنحن نشكر هذا الكاتب الكبير على هذه الابداعات التي ستظل علامة فارقة و مثال يحتذى و يضرب به المثل في الادب البوليسي للشباب و شكرا
عمار فريد- fast moving member
- عدد الرسائل : 23
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 14/05/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
ان محمود سالم هو اكثر من كاتب او مترجم
ان لديه من مخزون في وجدان اجيال الامة العربية اكثر من اي كاتب اخر ربما و هو ربما اكثر كاتب مصري استطاع ان ينقل
حبه لبلده الى بقية العالم العربي بأفضل و اسرع طريقة
كما قال الاخ منار ردا على الاخ علي انه من اللاذقية و لكن يشعر انه من مواليد المعادي و هذا نفس احساسي انا ايضا
و شكرا لكم
ان لديه من مخزون في وجدان اجيال الامة العربية اكثر من اي كاتب اخر ربما و هو ربما اكثر كاتب مصري استطاع ان ينقل
حبه لبلده الى بقية العالم العربي بأفضل و اسرع طريقة
كما قال الاخ منار ردا على الاخ علي انه من اللاذقية و لكن يشعر انه من مواليد المعادي و هذا نفس احساسي انا ايضا
و شكرا لكم
the shaweesh- member in motion
- عدد الرسائل : 19
تاريخ التسجيل : 31/05/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
معلومات رائعة رائعة رائعة
تختخ- member in motion
- عدد الرسائل : 12
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 12/06/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
كنت أريد أن أسأل هذا السؤال تحديداً حيال أصل القصة ، و كون جميع السلسلة مترجمة أم لا ، فوجدت موضوعاً يتكلم عنه ، شكراً بالفعل على هذه الموضوعات المهمة جداً ، و لو أن أملي قد خاب قليلاً عندما علمت بأن القصص الأولى مترجمة ، و خصوصاً أنه لا يوجد إشارة إلى هذه الفكرة لا من قريب أو من بعيد في العدد نفسه ...
معلومات قيمة بالفعل ، ومرجع مهم لهذا الموضوع ـ شكراً مرة أخرى ، تحياتي
معلومات قيمة بالفعل ، ومرجع مهم لهذا الموضوع ـ شكراً مرة أخرى ، تحياتي
samurai- new member
- عدد الرسائل : 7
العمر : 42
تاريخ التسجيل : 10/06/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
صوره لكاتبنا الكبيرمحمود سالم وقد ناهز الثمانين عاماً
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
كل الحب و التقدير لمحمود سالم الظاهرة التي لن تتكرر فارس مصر الاول كما احب ان اسميه
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
مؤلف "المغامرون الخمسة"
من لا يركب الخطر لا يصل لشىء
نظم مركز شباب الجزيرة ضمن الفعاليات الثقافية لشهر رمضان المبارك، حفل لتكريم الكاتب الكبير محمود سالم بمناسبة مرور 40 عاما على صدور سلسلة "المغامرون الخمسة"، وشارك في التكريم المجلس القومي للشباب وإدارة مركز شباب الجزيرة وعدد من كبار الكتاب والمثقفين منهم الكاتب د.نبيل فاروق وكاتبة أدب الطفل العراقية سارة السهيل، والشاعرة فاطمة ناعوت.
استهلت الشاعرة فاطمة ناعوت حديثها عن الكاتب بأنه نفر طوال الوقت من الأضواء مفضلا العيش بين سطور سلسلته التي تربينا عليها، وأنها أحد المدينين لسالم الذي يظل حاضرا في ثلاثة أجيال علي الأقل.
الكاتبة العراقية سارة سهيل قالت أننا في كل البلاد العربية تربينا علي كتابات الأديب الرائعة، وتناولت أهمية أدب الطفل في التعليم وتوظيف الأدب للنمو اللغوي السليم لدي الأطفال، وتنمية التذوق الجمالي لديهم.
أما كاتب المغامرات الشهير د. نبيل فاروق فيقول : عرفت الكاتب محمود سالم مبكرا من قبل "المغامرون الخمسة" عن طريق شخصية صحفي اسمه عصام في مجلة "سمير" وكان يقوم بالمغامرات مما أحببني في الصحافة وعملت لاحقا بمهنة الصحافة.
بعد ذلك قرأنا إعلانا عن وجود كتب ألغاز مصرية وكنا في ذلك الوقت نقرأ شيرلوك هولمز وجيمس بوند وغيرهم، بينما كانت الساحة المصرية خالية تماما من ذلك النوع من الأدب، وانتظرنا صدور تلك الأعداد وتلقفناها بمجرد صدورها وأعجبنا بها كثيرا.
مضيفا أن لدينا في مصر مشكلتين الأولي أن لدينا أبوابا كثيرة مغلقة، والثانية وجود ندرة فيمن يستطيع فتح تلك الأبواب المغلقة، ومحمود سالم أحد من استطاع فتح باب من تلك الأبواب ، قائلا : "ولعل فوزي بجائزة الدولة التشجيعية، اعتراف متأخر من الدولة بأن هذه النوعية من الكتابات هي أعمال أدبية ولها دورها.. وسيظل التاريخ يذكر لسالم انه الرجل الذي جرؤ علي فتح هذا الباب".
مشروع حياة
الكاتب المحتفي به محمود سالم أوضح أنه عندما بدأ كتابة "المغامرون الخمسة" كان هناك 27 سلسلة للأطفال معظمها كتبت منذ بداية القرن العشرين.
وذكر أن أول عدد طبع منه خمسة آلاف نسخة وفوجىء بعد أسبوع بنفاذ كل الأعداد، فتم طباعة خمسة أخرين، مضيفا "عندما وصلنا للكتاب العاشر طبعنا 100 ألف نسخة في الشهر، وبعد ذلك أصبح المغامرون الخمسة هم حياتي.. وكنت أحصل علي 50 جنيها علي العدد وأدفع منهم 5 جنيهات للضرائب".
وأكد سالم أن الكتابة مشروع حياة تبدأ من الصغر وتنمو بالتمرين والقراءة المستمرة "فقد كنت أبدأ قراءة في التاسعة مساء وانتهي في اليوم التالي في الحادية عشر صباحا".
ويري أن الأبطال في الواقع صورة من المؤلف، ويقول " في الواقع كنت تلميذا فاشلا أهرب من المدرسة وأذهب لاصطياد الأسماك، بينما كان أخي الأكبر عبقري من المتفوقين دائما في الدراسة ومع هذا كنت الأقرب لأبي" ، وقد "بدأت أنا وأخي نقرأ روايات الجيب، وكل الكتاب الكبار تربوا علي تلك الروايات، وكانت هوايتنا أن نشتري بمصروفنا تلك الروايات".
القراءة متعتي الأولي
ويوضح الكاتب أنه أيام الحرب العالمية الثانية أصيب أباه أثناء عمله بشظية قنبلة إقتضت إجراء عمليات جراحية في عينيه و ظل مربوط العينين شهوراً طويلة وكان لابد أن يقرأوا له الصحف يوميا هو وأخاه الأكبر الذي كان يهرب من هذه المهمة المرهقة التى تمتد لساعات.
وبسبب ذلك أصبحت القراءة هى متعة سالم الأولى، فقد حفظ معارك الحرب العالمية الثانية كلها تقريباً وأسماء قادة الحرب وبعد سنوات طويلة ترجم موسوعة الحرب العالمية الثانية بطلب من دار الكلمة في بيروت في أحد عشر جزءاً فلم تأخذ منه وقتاً ولا جهداً.
ويؤكد سالم أن التثقيف عملية مستمرة، قائلا: لازلت اشتري الكتب وأقرأ ولا أغار من أحد إلا شخص لديه مكتبة أكبر من مكتبتي، معلقا أن الثقافة هي الجزء الخفي من الإنسان.
ويحكي سالم انه ذات يوم كان هناك موضوع صحفي عن مدينة ديزني لاند الشهيرة وتولي إعادة صياغته ولكن بأسلوب مختلف فيقول "لقد تخيلت طفلا يقرأ هذه الرواية، بالتأكيد كان سينتابه الملل لهذا السبب وجدت نفسي أتخيل فتاة تتجول هي وأسرتها داخل المدينة و فجأة لم يجدوها، وظلوا يبحثون عنها في أروقة المدينة وأثناء البحث قررت أن أستعرض المكان وما به من حدائق و ألعاب".
وقد أعجبت الاستاذة نادية نشأت رئيسة تحرير مجلة "سمير" بأسلوب الكتابة الجديد حتي طلبت من سالم أن يشرف على القسم الخاص بروايات الأطفال، كما أسندت إليه الإشراف على مجلة "ميكى جيب" الطبعة المصرية.
ويضيف انه مع الوقت اقترح على المجلة نشر لغزا أسبوعيا ويترك للقراء الفرصة لإرسال الحلول مرة كل شهر؛ وكانت النتيجة مذهلة حيث قفز توزيع المجلة من 30 ألف نسخة إلى 80 ألف نسخة في الشهر.
وأخيرا يقول الكاتب: سألوني كثيرا لماذا اخترت المعادي مسرحا للأحداث، وللعلم لم أكن قد ذهبت للمعادي عندما كتبت "المغامرون الخمسة"، ويؤكد علي ضرورة التجربة والخوض في العمل فالذي "لا يركب الخطر لا يصل لشىء".
كاتب الألغاز
على شواطئ البحار والبحيرات تربي محمود سالم حتى الرابعة عشرة من عمره بحكم عمل والده في مصلحة السواحل ومصائد الأسماك.
بدأ مشواره في عالم الصحافة بداية الخمسينات بجريدة "الرسالة الجديدة" وكان رئيسها آنذاك طه حسين، وانتقل بعدها إلى جريدة المصور، وكان يعمل هناك على إعادة صياغة بعض المواضيع الصحفية، وقد تخصص الكاتب في أدب الطفل من خلال السلاسل البوليسية وأهمها سلسلة "المغامرون الخمسة"، كما قدم للأطفال السيرة النبوية في شكل مبسط وواضح.
من لا يركب الخطر لا يصل لشىء
نظم مركز شباب الجزيرة ضمن الفعاليات الثقافية لشهر رمضان المبارك، حفل لتكريم الكاتب الكبير محمود سالم بمناسبة مرور 40 عاما على صدور سلسلة "المغامرون الخمسة"، وشارك في التكريم المجلس القومي للشباب وإدارة مركز شباب الجزيرة وعدد من كبار الكتاب والمثقفين منهم الكاتب د.نبيل فاروق وكاتبة أدب الطفل العراقية سارة السهيل، والشاعرة فاطمة ناعوت.
استهلت الشاعرة فاطمة ناعوت حديثها عن الكاتب بأنه نفر طوال الوقت من الأضواء مفضلا العيش بين سطور سلسلته التي تربينا عليها، وأنها أحد المدينين لسالم الذي يظل حاضرا في ثلاثة أجيال علي الأقل.
الكاتبة العراقية سارة سهيل قالت أننا في كل البلاد العربية تربينا علي كتابات الأديب الرائعة، وتناولت أهمية أدب الطفل في التعليم وتوظيف الأدب للنمو اللغوي السليم لدي الأطفال، وتنمية التذوق الجمالي لديهم.
أما كاتب المغامرات الشهير د. نبيل فاروق فيقول : عرفت الكاتب محمود سالم مبكرا من قبل "المغامرون الخمسة" عن طريق شخصية صحفي اسمه عصام في مجلة "سمير" وكان يقوم بالمغامرات مما أحببني في الصحافة وعملت لاحقا بمهنة الصحافة.
بعد ذلك قرأنا إعلانا عن وجود كتب ألغاز مصرية وكنا في ذلك الوقت نقرأ شيرلوك هولمز وجيمس بوند وغيرهم، بينما كانت الساحة المصرية خالية تماما من ذلك النوع من الأدب، وانتظرنا صدور تلك الأعداد وتلقفناها بمجرد صدورها وأعجبنا بها كثيرا.
مضيفا أن لدينا في مصر مشكلتين الأولي أن لدينا أبوابا كثيرة مغلقة، والثانية وجود ندرة فيمن يستطيع فتح تلك الأبواب المغلقة، ومحمود سالم أحد من استطاع فتح باب من تلك الأبواب ، قائلا : "ولعل فوزي بجائزة الدولة التشجيعية، اعتراف متأخر من الدولة بأن هذه النوعية من الكتابات هي أعمال أدبية ولها دورها.. وسيظل التاريخ يذكر لسالم انه الرجل الذي جرؤ علي فتح هذا الباب".
مشروع حياة
الكاتب المحتفي به محمود سالم أوضح أنه عندما بدأ كتابة "المغامرون الخمسة" كان هناك 27 سلسلة للأطفال معظمها كتبت منذ بداية القرن العشرين.
وذكر أن أول عدد طبع منه خمسة آلاف نسخة وفوجىء بعد أسبوع بنفاذ كل الأعداد، فتم طباعة خمسة أخرين، مضيفا "عندما وصلنا للكتاب العاشر طبعنا 100 ألف نسخة في الشهر، وبعد ذلك أصبح المغامرون الخمسة هم حياتي.. وكنت أحصل علي 50 جنيها علي العدد وأدفع منهم 5 جنيهات للضرائب".
وأكد سالم أن الكتابة مشروع حياة تبدأ من الصغر وتنمو بالتمرين والقراءة المستمرة "فقد كنت أبدأ قراءة في التاسعة مساء وانتهي في اليوم التالي في الحادية عشر صباحا".
ويري أن الأبطال في الواقع صورة من المؤلف، ويقول " في الواقع كنت تلميذا فاشلا أهرب من المدرسة وأذهب لاصطياد الأسماك، بينما كان أخي الأكبر عبقري من المتفوقين دائما في الدراسة ومع هذا كنت الأقرب لأبي" ، وقد "بدأت أنا وأخي نقرأ روايات الجيب، وكل الكتاب الكبار تربوا علي تلك الروايات، وكانت هوايتنا أن نشتري بمصروفنا تلك الروايات".
القراءة متعتي الأولي
ويوضح الكاتب أنه أيام الحرب العالمية الثانية أصيب أباه أثناء عمله بشظية قنبلة إقتضت إجراء عمليات جراحية في عينيه و ظل مربوط العينين شهوراً طويلة وكان لابد أن يقرأوا له الصحف يوميا هو وأخاه الأكبر الذي كان يهرب من هذه المهمة المرهقة التى تمتد لساعات.
وبسبب ذلك أصبحت القراءة هى متعة سالم الأولى، فقد حفظ معارك الحرب العالمية الثانية كلها تقريباً وأسماء قادة الحرب وبعد سنوات طويلة ترجم موسوعة الحرب العالمية الثانية بطلب من دار الكلمة في بيروت في أحد عشر جزءاً فلم تأخذ منه وقتاً ولا جهداً.
ويؤكد سالم أن التثقيف عملية مستمرة، قائلا: لازلت اشتري الكتب وأقرأ ولا أغار من أحد إلا شخص لديه مكتبة أكبر من مكتبتي، معلقا أن الثقافة هي الجزء الخفي من الإنسان.
ويحكي سالم انه ذات يوم كان هناك موضوع صحفي عن مدينة ديزني لاند الشهيرة وتولي إعادة صياغته ولكن بأسلوب مختلف فيقول "لقد تخيلت طفلا يقرأ هذه الرواية، بالتأكيد كان سينتابه الملل لهذا السبب وجدت نفسي أتخيل فتاة تتجول هي وأسرتها داخل المدينة و فجأة لم يجدوها، وظلوا يبحثون عنها في أروقة المدينة وأثناء البحث قررت أن أستعرض المكان وما به من حدائق و ألعاب".
وقد أعجبت الاستاذة نادية نشأت رئيسة تحرير مجلة "سمير" بأسلوب الكتابة الجديد حتي طلبت من سالم أن يشرف على القسم الخاص بروايات الأطفال، كما أسندت إليه الإشراف على مجلة "ميكى جيب" الطبعة المصرية.
ويضيف انه مع الوقت اقترح على المجلة نشر لغزا أسبوعيا ويترك للقراء الفرصة لإرسال الحلول مرة كل شهر؛ وكانت النتيجة مذهلة حيث قفز توزيع المجلة من 30 ألف نسخة إلى 80 ألف نسخة في الشهر.
وأخيرا يقول الكاتب: سألوني كثيرا لماذا اخترت المعادي مسرحا للأحداث، وللعلم لم أكن قد ذهبت للمعادي عندما كتبت "المغامرون الخمسة"، ويؤكد علي ضرورة التجربة والخوض في العمل فالذي "لا يركب الخطر لا يصل لشىء".
كاتب الألغاز
على شواطئ البحار والبحيرات تربي محمود سالم حتى الرابعة عشرة من عمره بحكم عمل والده في مصلحة السواحل ومصائد الأسماك.
بدأ مشواره في عالم الصحافة بداية الخمسينات بجريدة "الرسالة الجديدة" وكان رئيسها آنذاك طه حسين، وانتقل بعدها إلى جريدة المصور، وكان يعمل هناك على إعادة صياغة بعض المواضيع الصحفية، وقد تخصص الكاتب في أدب الطفل من خلال السلاسل البوليسية وأهمها سلسلة "المغامرون الخمسة"، كما قدم للأطفال السيرة النبوية في شكل مبسط وواضح.
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
شكرا اخي صلاح .. هل كنت حاضرا في الندوة ام ان الموضوع منقول عن مجلة ما ؟
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
الموضوع منقول ، لو كنت هناك لجلست بجانب كاتبنا العزيز وأعطيته قلماً ولما تركته حتى يؤلف لنا لغزا جديدا.
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
احتفلت أسرة مسلسل الكارتون "المغامرون الخمسة" بمرور خمس سنوات علي بدء بث حلقات مسلسل الأطفال بالتليفزيون المصري خلال شهر رمضان حيث أقيم حفل علي ضفاف النيل بساقية الصاوي.. حضره مؤلف المسلسل "محمود سالم" والمخرج محمد الدندراوي.
المسلسل مأخوذ عن السلسله الشهيرة التى قام بكتابتها "محمود سالم" بعنوان "المغامرون الخمسة" والتي ظهرت في الأسواق منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات .. وعن ذلك يقول "محمود سالم" أن قصص المغامرون الخمسة مخصصة للأطفال من سن 9 سنوات حتي 15 سنة.. وقد تولدت من مغامراتي وأنا طفل صغير حيث كنت شديد الشقاوة.. وأعتقد أن كاتب الأطفال لابد لطفولته أن تكون غنية بالأحداث، ولكني أري أن كل أحلامي التي حلمت بها وأنا صغير حققتها.
أضاف: بدأت كتابة "المغامرون الخمسة" عندما كنت رئيساً لتحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون.. وكانت منبثقة من مبدأ الهواية... ولكن في سنة 1971 أصبحت خالي شغل إذا تم فصلي من رئاسة المجلة وعمري 40 سنة.. وعند ذلك قررت تكريس كل وقتي لكتابة قصص المغامرون الخمسة وطرحها في الأسواق كل شهر.. وبالفعل كانت البداية 30 ألف نسخة.. وتضاعفت ووصلت إلي 100 ألف نسخة.. ومع مرور السنوات تضاعف الرقم، وأفتخر أن كل من يهوي القراءة وأمتهن الكتابة سواء كان مؤلفاً أو صحفياً من الأجيال الجديدة قد قرأوا مؤلفاتي من قصص المغامرون الخمسة.
أضاف محمود سالم: لقد تعرضت لمصاعب كثيرة ففي عام 1974 صدرت سلسلة المغامرون بدون نشر وكتابة اسمي علي أغلفة الكتاب أو في الصفحات الداخلية.. وظل ذلك سنوات طويلة... وفي نفس الوقت تلقيت عرضاً من لبنان بأن اكتب قصصا أخري للأطفال يشترك في بطولتها أطفال من الدول العربية.. وبالفعل تمكنت من كتابة مغامرات للأطفال بعنوان "الشياطين ال 13" عن 13 طفلا من 13 دولة عربية يخوضون مغامرات مع أعداء الوطن العربي.. ولاقت نجاحاً كبيراً حتي الآن.
قال: أعتبر نجاح "المغامرون الخمسة" وإعادة طبع الحلقات الأولي لهذا نجاحا كبيرا لمخيلتي وتمكني من الوقوف ضد من أرادوا تجويعي.. بالإضافة لحلقات "الشياطين ال 13".. والآن أنا سعيد بعرض المغامرون الخمسة من خلال كارتون للأطفال.. ولا يخفي علي أحد أن كل مسلسلات مغامرات الأطفال مشتقة من المغامرون الخمسة بما فيها حلقات مسلسل "بكار"!
المسلسل مأخوذ عن السلسله الشهيرة التى قام بكتابتها "محمود سالم" بعنوان "المغامرون الخمسة" والتي ظهرت في الأسواق منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات .. وعن ذلك يقول "محمود سالم" أن قصص المغامرون الخمسة مخصصة للأطفال من سن 9 سنوات حتي 15 سنة.. وقد تولدت من مغامراتي وأنا طفل صغير حيث كنت شديد الشقاوة.. وأعتقد أن كاتب الأطفال لابد لطفولته أن تكون غنية بالأحداث، ولكني أري أن كل أحلامي التي حلمت بها وأنا صغير حققتها.
أضاف: بدأت كتابة "المغامرون الخمسة" عندما كنت رئيساً لتحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون.. وكانت منبثقة من مبدأ الهواية... ولكن في سنة 1971 أصبحت خالي شغل إذا تم فصلي من رئاسة المجلة وعمري 40 سنة.. وعند ذلك قررت تكريس كل وقتي لكتابة قصص المغامرون الخمسة وطرحها في الأسواق كل شهر.. وبالفعل كانت البداية 30 ألف نسخة.. وتضاعفت ووصلت إلي 100 ألف نسخة.. ومع مرور السنوات تضاعف الرقم، وأفتخر أن كل من يهوي القراءة وأمتهن الكتابة سواء كان مؤلفاً أو صحفياً من الأجيال الجديدة قد قرأوا مؤلفاتي من قصص المغامرون الخمسة.
أضاف محمود سالم: لقد تعرضت لمصاعب كثيرة ففي عام 1974 صدرت سلسلة المغامرون بدون نشر وكتابة اسمي علي أغلفة الكتاب أو في الصفحات الداخلية.. وظل ذلك سنوات طويلة... وفي نفس الوقت تلقيت عرضاً من لبنان بأن اكتب قصصا أخري للأطفال يشترك في بطولتها أطفال من الدول العربية.. وبالفعل تمكنت من كتابة مغامرات للأطفال بعنوان "الشياطين ال 13" عن 13 طفلا من 13 دولة عربية يخوضون مغامرات مع أعداء الوطن العربي.. ولاقت نجاحاً كبيراً حتي الآن.
قال: أعتبر نجاح "المغامرون الخمسة" وإعادة طبع الحلقات الأولي لهذا نجاحا كبيرا لمخيلتي وتمكني من الوقوف ضد من أرادوا تجويعي.. بالإضافة لحلقات "الشياطين ال 13".. والآن أنا سعيد بعرض المغامرون الخمسة من خلال كارتون للأطفال.. ولا يخفي علي أحد أن كل مسلسلات مغامرات الأطفال مشتقة من المغامرون الخمسة بما فيها حلقات مسلسل "بكار"!
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
محمود سالم يتوسط سارة السهيل وفاطمة ناعوت
د.نبيل فاروق يلقي كلمته
درع التكريم
في ليلة رمضانية خاصة جداً جاء ليتوج عطاء أربعين عاماً مضت من الكتابة الممتعة تعلم منه أدباء العصر الحالي ونشأوا على أدبه ورواياته.. إنه الكاتب الكبير "محمود سالم" صاحب القلم الذي تعلق به الأطفال والشباب على مدار أربعين عاماً مضت من خلال مغامرات المغامرون الخمسة (محب – لوزة – نوسة – عاطف – تختخ ).. وأيضا الشياطين الـ13 وبمناسبة مرور أربعين عاما على إصدار سلسلة المغامرون الخمسة قام مركز شباب الجزيرة بعمل حفل رمضاني خاص بالكاتب الكبير لتكريمه في هذه المناسبة..
وقد حضر الحفل وقدمه الصحفية والشاعرة "فاطمة ناعوت" كما حضر الحفل الكاتب الكبير د/ "نبيل فاروق" والشاعرة العراقية "سارة السهيل" والتي تكتب في أدب الطفل أيضا والكاتب "محمد سويلم" وعدد من الصحفيين والمثقفين..
وقد بدأ الحفل بكلمة ألقتها الشاعرة "فاطمة ناعوت" قالت فيها أنها سعيدة جدا بتقديمها لهذا الحفل واحتفالها بالكاتب "محمود سالم" فهو صاحب القلم البسيط الذي يشغل عقل كل إنسان وكل طفل من أول سطر يقرأ له فهو أول من قدم قصص أطفال تحمل فكرة لغز وتميزت قصصه بأنها كانت ولا تزال قادرة على تشكيل وجدان الأطفال فهي تقدم مقدمات ومعطيات تساعد الطفل على التفكير السليم الذي يصل به في النهاية إلى حل اللغز كما أن ألغازه كانت تعتمد على أبسط الحلول المنطقية نظرا لأن السلسلة بدأت في نهاية عقد الستينات ومطلع السبعينات وهذا عكس أدب الدكتور "نبيل فاروق" والذي اعتمد بشكل كبير على تكنولوجيا العصر الحديث.. ولأن السلسلة قديمة وليست كل أعدادها متوفرة بالأسواق فقد ظهرت على شبكة الإنترنت مؤخراً مواقع تتنافس في نشر الطبعات القديمة والأولى من السلسلة.. وهذا يعطي انطباعا عن مدى تأثيرها على الشباب من كل الأجيال.. وللعلم المغامرون الخمسة هي أول كتب للأطفال والشباب تدخل البيوت المصرية في فترة السبعينات بخلاف الكتب الدراسية.. لهذا فهي قيمة كبيرة نسعد بها ويسعدني أن أعلن عن مفاجأة خاصة جداً في هذه المناسبة وهي أن دار الشروق ستصدر قريبا عشرة أعداد جديدة من المغامرون الخمسة لألغاز كتبها حديثا كاتبنا الكبير ولم تنشر من قبل.
وبعد انتهاء كلمة "فاطمة ناعوت" قدم الكاتب "محمد سويلم" كلمة قصيرة رحب فيها بالأستاذ "محمود سالم" وأشار فيها أنه تربي على أدبه وفخر له أن يشارك في حفل تكريمه..
ثم جاء الدور على الكاتب الكبير د/ "نبيل فاروق" ليلقي كلمته.. والتي أشار فيها إلى أنه عرف "محمود سالم" ككاتب قبل أن يعرف المغامرون الخمسة من خلال مجلة سمير والتي نشرت له أول ألغازه وهي بالمناسبة أول الغاز للأطفال والشباب في الأدب العربي بشكل عام.. وقد أشار دكتور "نبيل" إلى أهمية الأدب البوليسي وأدب الخيال العلمي بشكل عام وكيف أنه قادر على تنمية خيال النشء.. وربما هو سعيد اليوم بهذا الاحتفال ليس فقط لتكريم كاتب بحجم "محمود سالم" وإنما لأن الدولة اعترفت مؤخرا وأخيراً بأهمية هذه النوعية من الأدب وتمثل هذا من خلال حصوله (أي دكتور نبيل) على جائزة الدولة التشجيعية.. لكننا في الوقت ذاته لا يمكن أن ننسى أو ننكر أن الكاتب الكبير "محمود سالم" هو من فتح الباب لكُتاب هذا المجال لتقديم أعمالهم بأعماله تلك التي تربوا عليها.. لذلك نجاح أي كاتب في هذا المجال الآن هو تراكم طبيعي لنجاح سلسلة المغامرون الخمسة.
بعد ذلك حانت لحظة تكريم الأستاذ "محمود سالم" بمنحه درعا خاصا يحمل اسم وصور المغامرون الخمسة مقدمة من مركز شباب الجزيرة وقد سلم الدرع له الدكتور "نبيل فاروق"..
ثم ألقى الأستاذ "محمود سالم" كلمة تحية وشكر للقائمين على تنظيم هذا الحفل جاء في بدايتها أن مبلغ سعادته بهذا التكريم أنه ليس مطربا ولا ممثلا ولا حتى راقصة شهيرة وأن تكريمه هذا هو تكريم للكلمة المكتوبة وللقراءة بشكل عام في زمن استحوذ فيه التليفزيون والإنترنت على أكثر اهتمام الأطفال والشباب في حين أن الكتاب هو الذي يقدم الثقافة الحقيقية بينما التليفزيون يقدم التسلية بأكثر مما يقدم الثقافة..
ثم سرد الأستاذ "محمود سالم" مجموعة كبيرة من ذكرياته حول المغامرون الخمسة قال فيها: "في بداية تقديمي للمغامرون الخمسة لم أكن أتخيل أن تصل لهذا النجاح أبدا وعندما قدمتها لأول مرة تم طبع الطبعة الأولى وبلغت 3000 نسخة والمفاجأة أنه تم توزيعهم جميعاً في أسبوع واحد وبعد صدور عشرة أعداد كان توزيع المغامرون الخمسة قد وصل إلى 100 ألف نسخة في الشهر وهو ما لم تحققه الصحف في ذلك التوقيت.. وقد كانت كتابتها تستغرق جهدا كبيرا منه جدا خاصة أنه كان رئيس تحرير عندما بدأ في كتابتها.. وكان يحصل مقابل كتابة الكتاب الواحد على مبلغ خمسين جنيهاً.. وقد أشار أيضا إلى أن فكرة الألغاز كانت تأتي له من مجرد تخيل موقف ما أثناء أي حدث كاختفاء شخص فجأة أو وقوع سرقة غامضة فجأة وهكذا..
أما الأبطال فقال عنهم: هم صورة من الواقع فمثلا أنا أشبه تختخ جداً ولكن ليس في سمنته وإنما في الصفات.. فأنا كنت مثله أحب الطعام جداً وكنت أيضا تلميذا فاشلا بل وشقي جداً وكان لي أخ متفوق دوما يطلع الأول في حين أكون أنا الأخير.. ومع هذا كان والدي يحبني جداً.. وربما لأنه يحب الأشقياء.. لكن ما غرسه في وتعلمته منه هو حب القراءة وخاصة روايات الجيب والتي تربى عليها كل الأدباء وقد كنت أشتريها وأنا صغير أنا وأخي ونقرأها أثناء العودة في الطريق فأحدنا كان يقرأ والثاني يمسك يد الآخر حتى لا يقع ثم نتبادل المواقع وعندما نعود للمنزل نكون قد أنهينا قراءة الرواية! وهذا علمنا حب الكلمة المقروءة فصارت القراءة عادة لا يمكن أن نتخلى عنها حتى أنه من فرط حبي في القراءة اقتنيت مؤخرا موسوعة كاملة عن الجاسوسية ثمنها يتجاوز 4000 جنيه لكني اقتنيتها بالتقسيط!
وفي نهاية كلمته أشار "محمود سالم" إلى أنه بعد صدور مائة عدد من السلسلة توقف عنها؛ لأن دور النشر لم تكن تدفع المستحقات الكافية له وهو يجب أيضا أن يعيش جيدا من وراء عمله الأدبي لذلك ظل عشرة أعوام لا يكتب السلسلة حتى بدأ عدد من المجلات تطلب كتاباته وكان أهمها مجلة علاء الدين ومجلة الشباب.. ثم انتهى الحفل بعد نحو ساعتين بأن التفّ قراء ومحبي "محمود سالم" حوله لالتقاط الصور التذكارية معه..
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
محمود سالم: الأكثر مبيعا في تاريخ اللغة العربية
أربعون عاما من البهجة والمعرفة
محمود سالم الكاتب الذي قدم الغاز المغامرين الخمسة والشياطين الـ13 فيما بين أعوام1968 و1988 هو صاحب الرقم القياسي توزيعا في تاريخ اللغة العربية، فوفقا لبيانات دار المعارف وزعت الألغاز وحدها ما يقرب من عشرين مليون نسخة.. وهو رقم لم وربما لن تعرفه لا عناوين الكبار ولا الصغار في تاريخ الكتابة باللغة العربية.. كانت الطبعه الأولي في البدايات لكل عنوان تتراوح ما بين العشرة والخمسة عشر الف نسخة ثم وصل رقم الطبعة الواحدة الي مائة ألف نسخة.
تبدو هذه الأرقام أقرب الي المعجزة وبالفعل هي كذلك، معجزة دفعت وزارة التربية والتعليم الي الانتباه عام1979( يبدو أن أيامها كانت قادرة علي الانتباه) المهم.. فيما بين أعوام1968 و1988 لم تكن حقيبة تلميذ تخلو من لغز للمغامرين الخمسة وهو ما استوقف المركز القومي للبحوث التربوية التابع لوزارة التربية والتعليم فتصدي للاجابة علي السؤال البسيط لماذا بالذات الغاز المغامرين الخمسة, وفي نوفمبر من عام1979 قدم المركز دراسته العلمية( التربوية الميدانية).. حول الفكر العلمي المتداول لدي أطفال مصر.
لاحظ معي أمرين، أولهما تصنيف الغاز محمود سالم في سياق الفكر العلمي ثم العينة التي أجريت عليها الدراسة شملت السنوات الثلاث الأخيرة للمرحلة الابتدائية والصفوف الاعدادية الثلاثة.. يعني محمود سالم اختار التوجه الي جمهور صعب.. صعب في استقطابه واقناعه وهو أيضا جمهور تربته طازجة، فماذا غرز محمود سالم في أبنائنا؟ العينة التي درسها المركز التربوي هي3360 طفلا كلهم من قراء محمود سالم والغاز المغامرين الخمسة وخلصت الدراسة وأرجو أن تمتلك معي صبرا لنري القيمة المضافة.
منح المركز ألغاز المغامرين الخمسة أعلي درجة لعنصر تحديد أبعاد المشكلة، وأعلي درجة لخاصية فرض الفروض القابله للتمحيص، وأعلي درجة لعنصر جمع البيانات بغير تحيز، وأعلي درجة لعنصر وضع الفرد موضع التحقيق، وأعلي درجة للتبؤ العلمي.
هذه كلها في مجال عناصر اسلوب التفكير العلمي.
أما المجال الثاني الذي أخضعه مركز البحوث التربوية للبحث في الغاز المغامرين الخمسة فكان عناصر المهارة العلمية.
فحازت الألغاز علي أعلي درجة في العناصر التالية، الوصف الدقيق لكل موقف عبر الملاحظة والتي تدرك الاشياء والعلاقات بينها.،التصنف والتبويب, التحليل العلمي الدقيق، التفسير السببي في حدود الشروط والعوامل، أما في مجال تحديد عناصر الاتجاه العلمي فقد حازت الألغاز علي اعلي الدرجات لتأكيدها حب الاستطلاع والتفتح الذهني وتقدير جهود الآخرين وتحمل المشاق في سبيل البحث عن حل للمشكلة. ومحصلة لكل ما سبق منح مركز البحوث التربوية التابع لوزارة التربية والتعليم تقديره لسلسلة محمود سالم ودورها في مجال تنمية الفكر العلمي...
وكان هذا هو التقدير المصري الوحيد الرسمي الذي ناله اسم محمود سالم. أما التقدير الأفعل والأبقي والمستمر حتي اليوم وغدا فكان هذا الانتشار غير المسبوق والمزيد لألغاز المغامرين الخمسة.
لم يفكر أحد في مصر أو فى العالم العربي رغم كل هذا الانتشار والنجاح والحرث المخلص في عقول أجيال أن يقول للكاتب محمود سالم شكرا ولو بورقة، واكتويت بالخجل حين جاءت شركة نشر أردنية الأسبوع الماضي وأقامت تكريما لمحمود سالم أحد أكبر المخلصين في الكتابة للفتية والفتيات وأدارت الاحتفالية واحدة من قرائة.. نعم كبرت ودرست الهندسة المعمارية لكنها لم تنس بهجة المعرفة علي يد محمود سالم.. الشاعرة فاطمة ناعوت.وأينما حل محمود سالم يجد أبنا أو بنتا, أما أو أبا يشعرون بالإمتنان . منح محمود سالم خلاصة عمره للكتابة للصغار.
وغير ذلك لم يفكر أحد في تكريم رسمي للكاتب الوحيد الذي وزعت كتبه عشرين مليون نسخة.
فوق المكتب الذي يجلس عليه محمود سالم أو جلس عليه لأربعين عاما يكتب الالغاز سوف تجد كتابا عن نهر النيل( لناشيونال جيوجرافيك) ،وموسوعة تراث الانسانية، وعلي جانب المكتب صحيح البخاري، وموسوعة الحرب العالمية الثانية، وفي الواجهة يحتل كتاب شخصية مصر لجمال حمدان مكانة متميزة ،ثم الموسوعة البريطانية ودائرة المعارف الاسلامية وعدة موسوعات انجليزية وامريكية في الجريمة،، وموسوعات في تاريخ الفن وقاموس لسان العرب وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني والموسوعة العسكرية وكتب محمد حسنين هيكل وموسوعة العلم والاختراعات وعدة تفاسير للقرآن الكريم.
وهذا جزء من مكتبة تملأ دارا كاملة من دورين.. هذه المكتبة هى التى ألهمت كاتبنا محمود سالم كي يكتب ويتوجه لجمهور مابين الثامنة والخامسة عشر، فقد هضم كل هذه المعارف ليكون قادرا علي استحضارها بسلاسة ودون تكلف.. والغريب ان الأستاذ محمود سالم لم يقدر أن يصبح في شبابه كاتبا للفتية والفتيات.. عشق القراءة والكتابة ـ هذا لاشك فيه ـ لكن الصدفة وحدها هي التي قادته إلي جمهوره وتلك حكاية لاينساها لأنه لايريد ان ينس من يصفها بصاحبة الفضل.. فمن هي صاحبة الفضل التي اكتشفت محمود سالم وأهدته لأجيال..؟ و ماهي حكاية الغاز المغامرين الخمسة..؟ دخل محمود سالم الصحافة بتكوين أهّله لدور من يصنع من الفسيخ شربات، أو يعيد كتابة مايقدمه المحررون غير القادرين علي الكتابة بمعني الكتابة.. اشتغل في مجلة التحرير سكرتير تحرير, وفي سنة1959 صدر قرار باغلاق المجلات الخاسرة وكان من بينها مجلة التحرير( دار التحرير).
نقلوه لقسم الحوادث والقضايا في جريدة الجمهورية ثم بالتوازي التقطته جريدة "وطني" التي انشأها بالمناسبة خمسة مسلمون وكان يرأس تحريرها عزيز ميرزا ويعمل بها محيي الدين فرحات الذين كان مديرا لتحرير روايات الجيب، وهنا نفتح قوسا كبيرا للدور الذي لعبته روايات الجيب في نشأه أجيال من المثقفين منهم محمود سالم نفسه.
يقول محمود سالم انه حين رأي محيي الدين فرحات مديرتحرير روايات الجيب صدرت عام33 وتوقفت1957 انحني ليقبل يده.. ولم لا وروايات الجيب هي التي عرف من خلالها تشيكوف ودستوفسكي وشكسبير وجوركي وأيضا شارلوك هولمز، وكانت مهارات محمود سالم اللغوية ترشحه دائما
لدور الكاتب القيادي، فكانت المحطة التالية في دار الهلال.. وهناك كانت نقطة التحول حين التقي بصاحبه فضل الاكتشاف( له ولنا) السيدة" نادية نشأت" حفيدة جورج زيدان وخريجة السوربون والمسئولة عن مجلات الأطفال في الدار.. من موقعه في الديسك المركزي لدار الهلال أعاد محمود سالم كتابة موضوع عن( والت ديزني), ليس بمعني اعادة الكتابة ولكن إبداع شكل جديد حول الموضوع الذي كان مجرد معلومات إلي مايشبه الفكرة القصصية( ابنه بصحبة عائلتها تضيع في والت ديزني وتحكي عن كل مكان تدخله).. نادية نشأت التقطته دون قيد أو شرط .. رأت فيه مالم يره أحد ولاهو نفسه، طلبت تفرغه لسمير( المجلة) حتي جاء يوما قريبا في عام60 بدأت تجربة كتابة الألغاز.. وأولها لغز الزجاج المكسور بتجربة جديدة.. اربع الغاز ناقصة في أربعة اعداد الشهر.. يكملها الصغار, ونجحت التجربة بشكل مذهل( أطنان من الخطابات) ترصد رياحا جديدة علي الكتابة للطفل في مصر.. استمر محمود سالم في دار الهلال حتي1962 حين رحلت نادية نشأت إلي بيروت، وتوقف محمود سالم عن كتابة الألغاز حتي اعادته لها نادية نشأت مرة ثانية عام1968 ولكن هذه المرة عبر دار المعارف التي تولي رئاستها الدكتور سيد أبو النجا الذي استرد نادية نشأت من بيروت ونادية بدورها أعادت محمود سالم.. فيما بين1968 و1988 كتب محمود سالم مائة لغز من ألغاز المغامرين الخمسة ولكنه في المنتصف وتحديدا عام1974 كتب سلسلة جديدة هي الشياطين الـ13 وهي سلسلة راعت بعدا عربيا, فإذا كان المغامرون الخمسة مصريون مسرحهم المعادي فالشياطين الـ13 مسرحها أكبر وأبطالها أوسع دائرة.. وكتب منها أ.سالم250 عددا..
يبدو الاستاذ محمود سالم كرجل عاش ألف عام: بثقافته الرفيعة وتجاربه الحياتية غير المحدودة.. يتسم بتواضع وبساطة تدهشك, لكن الأهم أنه يملك حبا غير محدود للأطفال( من لايحب الأطفال لايستطيع ان يكتب لهم) يعشق حريته ودائما تحس انه( خارج السرب) أقرب أصدقائه كان الراحل رجاء النقاش والكاتب الكبير الطيب صالح.. بعد عام1988 توقف الاستاذ عن الكتابة للصغار واستمر في اعادة الطبع بغزارة حتي إنه يقال ان مطابع انشئت في البلاد العربية وعاشت واستمرت ومازالت على تزوير المغامرين الخمسة والشياطين الثلاثة عشر..
بعد خمسة عشر عاما من التوقف استطاع الأهرام عبر مجلة علاء الدين ان يعيد أو يستعيد محمود سالم لجمهوره ليعود المغامرون الخمسة للحياة بأفق ومجريات جديدة وتظهر وجوه تختح ونوسة ومحب ولوزة وعاطف التي وضع ملامحها الفنان الراحل الكبير مأمون وتوالي علي رسمها اكثر من ريشة حتي وصلت إلي زملاء تتلمذوا علي الألغاز نفسها ومنهم عصام الشوربجي وشريف الفار..
كتب محمود سالم إلي الصغار بلغة أقرب إلي الشعر.. يفتح المسام يستل أصعب كلمات اللغة باشتقاقات تقف مابين الفصحي ولغة الحياة اليومية دون الخروج عن قواعد اللغة.. يحرك أبطاله علي مسرح مدروس وبحنكة ودراية دفعت يوما أحد كبار المسئولين العرب أن يتصل به ويرجوه أن يصطحب المغامرون الخمسة ومعه أبناءه في المغامرة المقبلة مع استعداد لدفع جميع التكاليف! يروي الاستاذ محمود هذه الحكاية التي تتطابق تماما وتجارب أعرفها مع قراء له راحوا يبحثون عن العناوين والبيوت والشوارع( وابرزها ش9 بالمعادي).
محمود سالم أول من أقيم له تقليد حفلات التوقيع للكتب, كان ذلك أول السبعينات وقبل ان ينتقل معرض الكتاب من أرض الجزيرة إلي مدينة نصر.. الوحيد في تاريخ اللغة العربية الذي وزعت عناوينه عشرين مليونا.
ابن البحر..( برح البرلس وأدكو واسكندرية)
تلميذ المنصورة( الثانوية ودمياط وبني سويف)
التمرد علي دارسة الحقوق والآداب والخدمة الاجتماعية والكليةالحربية.
المعطاء بقلب طفل.. وعقل متقد... الغني بتراكمه المعرفي. جياش الفؤاد الذي لايكف عن التفكير.. موسوعي الثقافة.. المحب للناس وأولهم جمهوره الصغير من الخليج للمحيط..
"محمود أحمد السيد أبو سالم إسماعيل أغا" .. المولود في20 مارس1929 منها أربعون عاما من البهجة والمعرفة والبذل دون انتظار لشكر.
أربعون عاما من البهجة والمعرفة
محمود سالم الكاتب الذي قدم الغاز المغامرين الخمسة والشياطين الـ13 فيما بين أعوام1968 و1988 هو صاحب الرقم القياسي توزيعا في تاريخ اللغة العربية، فوفقا لبيانات دار المعارف وزعت الألغاز وحدها ما يقرب من عشرين مليون نسخة.. وهو رقم لم وربما لن تعرفه لا عناوين الكبار ولا الصغار في تاريخ الكتابة باللغة العربية.. كانت الطبعه الأولي في البدايات لكل عنوان تتراوح ما بين العشرة والخمسة عشر الف نسخة ثم وصل رقم الطبعة الواحدة الي مائة ألف نسخة.
تبدو هذه الأرقام أقرب الي المعجزة وبالفعل هي كذلك، معجزة دفعت وزارة التربية والتعليم الي الانتباه عام1979( يبدو أن أيامها كانت قادرة علي الانتباه) المهم.. فيما بين أعوام1968 و1988 لم تكن حقيبة تلميذ تخلو من لغز للمغامرين الخمسة وهو ما استوقف المركز القومي للبحوث التربوية التابع لوزارة التربية والتعليم فتصدي للاجابة علي السؤال البسيط لماذا بالذات الغاز المغامرين الخمسة, وفي نوفمبر من عام1979 قدم المركز دراسته العلمية( التربوية الميدانية).. حول الفكر العلمي المتداول لدي أطفال مصر.
لاحظ معي أمرين، أولهما تصنيف الغاز محمود سالم في سياق الفكر العلمي ثم العينة التي أجريت عليها الدراسة شملت السنوات الثلاث الأخيرة للمرحلة الابتدائية والصفوف الاعدادية الثلاثة.. يعني محمود سالم اختار التوجه الي جمهور صعب.. صعب في استقطابه واقناعه وهو أيضا جمهور تربته طازجة، فماذا غرز محمود سالم في أبنائنا؟ العينة التي درسها المركز التربوي هي3360 طفلا كلهم من قراء محمود سالم والغاز المغامرين الخمسة وخلصت الدراسة وأرجو أن تمتلك معي صبرا لنري القيمة المضافة.
منح المركز ألغاز المغامرين الخمسة أعلي درجة لعنصر تحديد أبعاد المشكلة، وأعلي درجة لخاصية فرض الفروض القابله للتمحيص، وأعلي درجة لعنصر جمع البيانات بغير تحيز، وأعلي درجة لعنصر وضع الفرد موضع التحقيق، وأعلي درجة للتبؤ العلمي.
هذه كلها في مجال عناصر اسلوب التفكير العلمي.
أما المجال الثاني الذي أخضعه مركز البحوث التربوية للبحث في الغاز المغامرين الخمسة فكان عناصر المهارة العلمية.
فحازت الألغاز علي أعلي درجة في العناصر التالية، الوصف الدقيق لكل موقف عبر الملاحظة والتي تدرك الاشياء والعلاقات بينها.،التصنف والتبويب, التحليل العلمي الدقيق، التفسير السببي في حدود الشروط والعوامل، أما في مجال تحديد عناصر الاتجاه العلمي فقد حازت الألغاز علي اعلي الدرجات لتأكيدها حب الاستطلاع والتفتح الذهني وتقدير جهود الآخرين وتحمل المشاق في سبيل البحث عن حل للمشكلة. ومحصلة لكل ما سبق منح مركز البحوث التربوية التابع لوزارة التربية والتعليم تقديره لسلسلة محمود سالم ودورها في مجال تنمية الفكر العلمي...
وكان هذا هو التقدير المصري الوحيد الرسمي الذي ناله اسم محمود سالم. أما التقدير الأفعل والأبقي والمستمر حتي اليوم وغدا فكان هذا الانتشار غير المسبوق والمزيد لألغاز المغامرين الخمسة.
لم يفكر أحد في مصر أو فى العالم العربي رغم كل هذا الانتشار والنجاح والحرث المخلص في عقول أجيال أن يقول للكاتب محمود سالم شكرا ولو بورقة، واكتويت بالخجل حين جاءت شركة نشر أردنية الأسبوع الماضي وأقامت تكريما لمحمود سالم أحد أكبر المخلصين في الكتابة للفتية والفتيات وأدارت الاحتفالية واحدة من قرائة.. نعم كبرت ودرست الهندسة المعمارية لكنها لم تنس بهجة المعرفة علي يد محمود سالم.. الشاعرة فاطمة ناعوت.وأينما حل محمود سالم يجد أبنا أو بنتا, أما أو أبا يشعرون بالإمتنان . منح محمود سالم خلاصة عمره للكتابة للصغار.
وغير ذلك لم يفكر أحد في تكريم رسمي للكاتب الوحيد الذي وزعت كتبه عشرين مليون نسخة.
فوق المكتب الذي يجلس عليه محمود سالم أو جلس عليه لأربعين عاما يكتب الالغاز سوف تجد كتابا عن نهر النيل( لناشيونال جيوجرافيك) ،وموسوعة تراث الانسانية، وعلي جانب المكتب صحيح البخاري، وموسوعة الحرب العالمية الثانية، وفي الواجهة يحتل كتاب شخصية مصر لجمال حمدان مكانة متميزة ،ثم الموسوعة البريطانية ودائرة المعارف الاسلامية وعدة موسوعات انجليزية وامريكية في الجريمة،، وموسوعات في تاريخ الفن وقاموس لسان العرب وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني والموسوعة العسكرية وكتب محمد حسنين هيكل وموسوعة العلم والاختراعات وعدة تفاسير للقرآن الكريم.
وهذا جزء من مكتبة تملأ دارا كاملة من دورين.. هذه المكتبة هى التى ألهمت كاتبنا محمود سالم كي يكتب ويتوجه لجمهور مابين الثامنة والخامسة عشر، فقد هضم كل هذه المعارف ليكون قادرا علي استحضارها بسلاسة ودون تكلف.. والغريب ان الأستاذ محمود سالم لم يقدر أن يصبح في شبابه كاتبا للفتية والفتيات.. عشق القراءة والكتابة ـ هذا لاشك فيه ـ لكن الصدفة وحدها هي التي قادته إلي جمهوره وتلك حكاية لاينساها لأنه لايريد ان ينس من يصفها بصاحبة الفضل.. فمن هي صاحبة الفضل التي اكتشفت محمود سالم وأهدته لأجيال..؟ و ماهي حكاية الغاز المغامرين الخمسة..؟ دخل محمود سالم الصحافة بتكوين أهّله لدور من يصنع من الفسيخ شربات، أو يعيد كتابة مايقدمه المحررون غير القادرين علي الكتابة بمعني الكتابة.. اشتغل في مجلة التحرير سكرتير تحرير, وفي سنة1959 صدر قرار باغلاق المجلات الخاسرة وكان من بينها مجلة التحرير( دار التحرير).
نقلوه لقسم الحوادث والقضايا في جريدة الجمهورية ثم بالتوازي التقطته جريدة "وطني" التي انشأها بالمناسبة خمسة مسلمون وكان يرأس تحريرها عزيز ميرزا ويعمل بها محيي الدين فرحات الذين كان مديرا لتحرير روايات الجيب، وهنا نفتح قوسا كبيرا للدور الذي لعبته روايات الجيب في نشأه أجيال من المثقفين منهم محمود سالم نفسه.
يقول محمود سالم انه حين رأي محيي الدين فرحات مديرتحرير روايات الجيب صدرت عام33 وتوقفت1957 انحني ليقبل يده.. ولم لا وروايات الجيب هي التي عرف من خلالها تشيكوف ودستوفسكي وشكسبير وجوركي وأيضا شارلوك هولمز، وكانت مهارات محمود سالم اللغوية ترشحه دائما
لدور الكاتب القيادي، فكانت المحطة التالية في دار الهلال.. وهناك كانت نقطة التحول حين التقي بصاحبه فضل الاكتشاف( له ولنا) السيدة" نادية نشأت" حفيدة جورج زيدان وخريجة السوربون والمسئولة عن مجلات الأطفال في الدار.. من موقعه في الديسك المركزي لدار الهلال أعاد محمود سالم كتابة موضوع عن( والت ديزني), ليس بمعني اعادة الكتابة ولكن إبداع شكل جديد حول الموضوع الذي كان مجرد معلومات إلي مايشبه الفكرة القصصية( ابنه بصحبة عائلتها تضيع في والت ديزني وتحكي عن كل مكان تدخله).. نادية نشأت التقطته دون قيد أو شرط .. رأت فيه مالم يره أحد ولاهو نفسه، طلبت تفرغه لسمير( المجلة) حتي جاء يوما قريبا في عام60 بدأت تجربة كتابة الألغاز.. وأولها لغز الزجاج المكسور بتجربة جديدة.. اربع الغاز ناقصة في أربعة اعداد الشهر.. يكملها الصغار, ونجحت التجربة بشكل مذهل( أطنان من الخطابات) ترصد رياحا جديدة علي الكتابة للطفل في مصر.. استمر محمود سالم في دار الهلال حتي1962 حين رحلت نادية نشأت إلي بيروت، وتوقف محمود سالم عن كتابة الألغاز حتي اعادته لها نادية نشأت مرة ثانية عام1968 ولكن هذه المرة عبر دار المعارف التي تولي رئاستها الدكتور سيد أبو النجا الذي استرد نادية نشأت من بيروت ونادية بدورها أعادت محمود سالم.. فيما بين1968 و1988 كتب محمود سالم مائة لغز من ألغاز المغامرين الخمسة ولكنه في المنتصف وتحديدا عام1974 كتب سلسلة جديدة هي الشياطين الـ13 وهي سلسلة راعت بعدا عربيا, فإذا كان المغامرون الخمسة مصريون مسرحهم المعادي فالشياطين الـ13 مسرحها أكبر وأبطالها أوسع دائرة.. وكتب منها أ.سالم250 عددا..
يبدو الاستاذ محمود سالم كرجل عاش ألف عام: بثقافته الرفيعة وتجاربه الحياتية غير المحدودة.. يتسم بتواضع وبساطة تدهشك, لكن الأهم أنه يملك حبا غير محدود للأطفال( من لايحب الأطفال لايستطيع ان يكتب لهم) يعشق حريته ودائما تحس انه( خارج السرب) أقرب أصدقائه كان الراحل رجاء النقاش والكاتب الكبير الطيب صالح.. بعد عام1988 توقف الاستاذ عن الكتابة للصغار واستمر في اعادة الطبع بغزارة حتي إنه يقال ان مطابع انشئت في البلاد العربية وعاشت واستمرت ومازالت على تزوير المغامرين الخمسة والشياطين الثلاثة عشر..
بعد خمسة عشر عاما من التوقف استطاع الأهرام عبر مجلة علاء الدين ان يعيد أو يستعيد محمود سالم لجمهوره ليعود المغامرون الخمسة للحياة بأفق ومجريات جديدة وتظهر وجوه تختح ونوسة ومحب ولوزة وعاطف التي وضع ملامحها الفنان الراحل الكبير مأمون وتوالي علي رسمها اكثر من ريشة حتي وصلت إلي زملاء تتلمذوا علي الألغاز نفسها ومنهم عصام الشوربجي وشريف الفار..
كتب محمود سالم إلي الصغار بلغة أقرب إلي الشعر.. يفتح المسام يستل أصعب كلمات اللغة باشتقاقات تقف مابين الفصحي ولغة الحياة اليومية دون الخروج عن قواعد اللغة.. يحرك أبطاله علي مسرح مدروس وبحنكة ودراية دفعت يوما أحد كبار المسئولين العرب أن يتصل به ويرجوه أن يصطحب المغامرون الخمسة ومعه أبناءه في المغامرة المقبلة مع استعداد لدفع جميع التكاليف! يروي الاستاذ محمود هذه الحكاية التي تتطابق تماما وتجارب أعرفها مع قراء له راحوا يبحثون عن العناوين والبيوت والشوارع( وابرزها ش9 بالمعادي).
محمود سالم أول من أقيم له تقليد حفلات التوقيع للكتب, كان ذلك أول السبعينات وقبل ان ينتقل معرض الكتاب من أرض الجزيرة إلي مدينة نصر.. الوحيد في تاريخ اللغة العربية الذي وزعت عناوينه عشرين مليونا.
ابن البحر..( برح البرلس وأدكو واسكندرية)
تلميذ المنصورة( الثانوية ودمياط وبني سويف)
التمرد علي دارسة الحقوق والآداب والخدمة الاجتماعية والكليةالحربية.
المعطاء بقلب طفل.. وعقل متقد... الغني بتراكمه المعرفي. جياش الفؤاد الذي لايكف عن التفكير.. موسوعي الثقافة.. المحب للناس وأولهم جمهوره الصغير من الخليج للمحيط..
"محمود أحمد السيد أبو سالم إسماعيل أغا" .. المولود في20 مارس1929 منها أربعون عاما من البهجة والمعرفة والبذل دون انتظار لشكر.
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
محمود سالم: المغامرون الخمسة شخصيات حقيقية أراها دائما حولي
حاكم عربي طلب منه المجموعة الكاملة من «المغامرون الخمسة» لأنه يقرؤها كل يوم
محب كان الشقيق الأكبر لأحد أصدقائه.. وسامي كان رئيس المباحث الجنائية بالفعل
كلنا أبناء هذا الرجل.. شكّل في مرحلة ما حياتنا وصنع لنا خيالنا، كل منّا مدين له بطريقته. الأطفال المصريون والعرب، منذ عام 1968 وحتي اليوم مفتونون بتختخ ومحب ونوسة وعاطف ولوزة.. بالذات لوزة هذه.. الصغيرة الذكية.
بفضل المغامرين الخمسة، يصبح لطفل تسعيناتي، يستخدم الإنترنت ببراعة ويقضي وقت فراغه في لعب «الفيديو جيم»، يصبح لهذا الطفل ذكريات طفولة مشتركة مع أبيه مثلا، الذي كان الملمح التكنولوجي الأكثر تطورا أثناء طفولته، مطلع السبعينيات، الهاتف ذا القرص الذي كان في أغلب الأوقات معطلا.
ولكن إذا كنا جميعا نعلم من هم المغامرون الخمسة، ونشعر حتي بتواجدهم معنا، يبدو اسم محمود سالم عصيا علي المعرفة.. يعصر المرء ذهنه كثيرا ليتذكر أن هذا الرجل هو مبدع هذه السلسلة البوليسية وخالق هذه الشخصيات التي كانت الصديق الأوفي لبعضنا في مرحلة ما من مراحل حياته.
مازال محمود سالم يحتفظ إلي اليوم، رغم بلوغه الثمانين عاما، برونق وشباب ولمعان في عينيه، مازال يقرأ ويكتب.. يستمتع بالحياة التي يحبها، مازالت أفكاره منظمة وذهنه حاضرا، مازال يتذكر أدق تفاصيل رحلته الطويلة، والتي تتجاوز تفاصيلها وتجاربها سنوات عمره الثمانين بثمانين ضعفا.. ما زال قادرا علي التقاط التفاصيل من محدثه ولو كان شابا لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.. وهو بالتأكيد قادر علي أن يحول اللقاء الصحفي الذي يستغرق ساعة واحدة في العادة، إلي دردشة حميمة بين صديقين.. تتجاوز الساعات الثلاث!!
منعوا اسمه عام 1974 لأنه ناصري ونشر خمسة ألغاز باسم رجاء عبد الله
محيي الدين فرحات ينشر ليوسف السباعي مقابل شراء طن الورق بـ300 جنيه
علي هذا المكتب كتبت أغلب ألغاز المغامرين الخمسة والشياطين الثلاثة عشر. يجلس محمود سالم علي مكتبه ومن خلفه صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بينما تتناثر في أركان المكتب كتب كثيرة أغلبها دوائر معارف وموسوعات.
عندما بدأ يحكي لي كيف ولدت ألغاز المغامرين الخمسة، كان قد مر علي بدء الحوار نحو ساعة ونصف، ولكن في تلك اللحظة، توهج صوته، ولمعت عيناه، ولمحت في يديه توترا، قال «إذا أردت النجاح افعل ما هو غير تقليدي، ولهذا كان تختخ سمينا، البطل يكون عادة طويلا مفتول العضلات، ولكنني قررت أن أصنع بطلا غير تقليدي». بقية الشخصيات كانت مزجا من الخيال والحقيقة والواقع، محب كان الشقيق الأكبر لصديق طفولة، وكان اسمه أيضا محب، أيضا المفتش سامي كان شخصا حقيقيا يعمل لواءً في المباحث الجنائية، وتعرف عليه سالم عندما كان محررا في قسم الحوادث بصحيفة الجمهورية.
استرسل الرجل في الحديث وألم بكل التفاصيل حتي تلك التي لم أكن سأسأل عنها. بدأ قصته من اللحظة الأولي «ولدت في الإسكندرية 20 مارس 1929، وبحكم أن والدي كان ضابطا في البحرية، في خفر السواحل ومصائد الأسماك، التي هي الآن المسطحات المائية، تنقلت كثيرا علي شواطئ البحار والبحيرات، لقد عشت في بحيرات مصر الخمسة. اعتبر هذه البحيرات المصدر الرئيسي لذكرياتي».
ذكرياته هذه ستجلب السعادة لأطفال مصر والوطن العربي، يستكمل حديث الذكريات «حصلت علي شهادة الابتدائية من مدينة المطرية دقهلية، لم تكن هناك حيث نعيش مدرسة ثانوية فانتقلت إلي المنصورة وحدي أعيش في غرفة مفروشة بينما كان أهلي يعيشون في المطرية دقهلية».
أتاح له التنقل كثيرا مساحة أوسع من التجارب والأشخاص والذكريات «المغامرون الخمسة وأغلب أبطال السلسلة كانوا جزءا من ذكرياتي. أشخاص التقيتهم في مراحل طفولتي، لقد انتقلت في أربع مدارس ثانوية نظرا لظروف عائلتي التي تنقلت كثيرا، المنصورة الثانوية ثم دمياط ثم الفيوم ثم بني سويف الثانوية. وفي كل مكان من هذه الأمكنة كنت ألتقي بأشخاص مختلفين وأمر بتجارب عديدة. كل هذه التجارب احتفظت بها في ذهني إلي أن استخدمتها وأنا كاتب أطفال».
كان يحب القراءة، بدأت بسبب أصله التركي «كان جدي مواليد تركيا، وبالتالي قرر والدي علينا دراسة تاريخ تركيا. ولكن القراءة المهمة في حياتي بدأت عام 1936 عندما بدأت روايات الجيب تصدر».
بفضل روايات الجيب قرأ محمود سالم الأعمال المهمة، الحرب والسلام وشكسبير وكتبا وروايات مهمة خاصة الأدب الفرنسي. يقول «شكلت هذه القراءات حجر الأساس لما سأقرؤه لاحقا».
يواصل حديث ذكرياته «وأنا في المرحلة الثانوية لم يكن لدي تصور محدد لحياتي.. ذات مرة كنا في جلسة عائلية وكانوا يسألون الأطفال ماذا تريد أن تعمل عندما تكبر، عندما سرحت قليلا ثم قلت لا أعرف. وبخني أبي وقال لي «يعني إيه مش عارف».. قلت له أريد أن أصبح صياد سمك.
يحكي أول قصة طريفة في الحوار، بعد أن حصل علي شهادة الثقافة انضم إلي الكلية الحربية، ولكنه سرعان ما فصل منها، لماذا؟ يقول «عندما دخلت الكلية الحربية فصلت منها، لأنهم اتهموني بالشيوعية، عام 1945 كان هناك استقطاب للطلبة بين الشيوعيين والإخوان المسلمين، عندما كنت شابا كنت أميل للمعارضة والتمرد ففضلت الانضمام إلي الشيوعيين. كان معي وقتها في المنصورة رفعت السعيد رئيس حزب التجمع. دفعت اشتراك الانضمام للحزب 25 قرشا وأخذت إيصالا فأصبحت عضوا في حركة حدتو».
ويضحك سالم وهو يقول «عندما كنت طالبا كنت مسئولا عن تحرير مجلة اسمها الجماهير، كانت مجلة يصدرها الطلبة اليساريون. قالوا لي إن أفضل مطبعة يمكن أن نطبع فيها المجلة يملكها صيدلي اسمه خميس، لنكتشف بعد ذلك أن خميس هذا من أقطاب الإخوان المسلمين، وطبع لنا بالفعل هذا الإخواني مجلة شعارها المطرقة والمنجل. عندما ذهبت له بالأصول أخذ مني خمسة جنيهات كمقدم، ولكن في هذه الليلة هاجم البوليس مطبعة الإخوان المسلمين وصادر كل ما فيها من أوراق وضمنها مجلة يصدرها طلبة شيوعيون».
ويسترسل «الربع جنيه الذي دفعته حول مجري حياتي، فبعد حرب 1948 طلب الجيش المصري مجموعة من الطيارين بشهادة الثقافة، وهي الشهادة التي كان يحصل عليها الطلبة قبل الثانوية العامة بحسب النظام التعليمي القديم. تقدمت واجتزت الاختبارات الطبية، ولكن عندما وجد الأمن اسمي ضمن أعضاء حدتو وكنت وقتها في مطار الدخيلة، بعد أن وجدوا اسمي طردت إلي جانب ستة من زملائي لأننا شيوعيون».
بعد فصله من الحربية استكمل دراسته الثانوية والتحق بكلية الحقوق «في العام الأول رسبت في خمس مواد من أصل سبع، لم أكن طالبا مجتهدا، بعد فشلي في الحقوق، انتقلت إلي كلية الآداب إلا أنني مكثت فيها تيرما واحدا، في هذا الوقت عينني أحد أقاربنا موظفا في وزارة الشئون الاجتماعية، في مصلحة الضمان الاجتماعي، في وقت كان فيه التعيين في الحكومة أمرا صعبا. أصبحت موظفا بالثانوية العامة علي الدرجة الثامنة، لم أكن بعد أعرف ماذا أريد، كنت أقرأ كثيرا وأختزن قدرا من المعلومات دون أن أعرف كيف يمكنني أن أستغل كل ذلك».
كل ذلك وصاحبنا مازال يقرأ، إلا أن اللحظة التي سيكتب فيها كانت قد حانت يقول عنها «الحاجة هي المحرك الأساسي لكل حركة يقوم بها الإنسان. وهكذا بدأت قصتي مع الكتابة، كان مرتبي 11 جنيها، ولم يكن يكفي بطبيعة الحال. وأنا في القاهرة تعرفت علي جمال سليم (والد رسام الكاريكاتير عمرو سليم) وصبري موسي اللذين يعملان في مجلة الرسالة الجديدة التي تصدر عن مؤسسة دار التحرير (الجمهورية). كان رئيس رئيس تحرير الرسالة الجديدة طه حسين، ورئيس تحريرها الفعلي يوسف السباعي. كان جمال سليم وصبري موسي يعلمان أنني أكتب جيدا لأن جمال كان معي في المدرسة. عرضوا علي العمل في الرسالة الجديدة كـ «ديسك»، تأتي إلي الأخبار فأقوم بإعادة صياغتها بأسلوب صحفي. وبدأت بالفعل في هذا العمل».
ولكن البداية الحقيقية كانت عمله كمراسل أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 «وصلت إلي دار التحرير في الثامنة مساءً فوجدت أنوار المبني كلها مطفأة، صعدت إلي مكتب عبد العزيز الصاوي رئيس التحرير الذي كان الوحيد الذي ينساب منه نور خافت تبينت أنه نور شمعة. فتح لي الصاوي وكلفني بالسفر مراسل لتغطية المعارك. كتبت تفاصيل الرحلة. بعد ذلك طلب مني عبد العزيز الصاوي أن أصرف نظري عن الوظيفة الحكومية وأركز في عملي كصحفي. علي الرغم من أن الوظيفة الحكومية في تلك الأيام كانت تحمل رونقا خاصا، ورغم أن خطيبتي وقتها عارضت بشدة هذا القرار، إلا أنني لم أفكر فيه للحظة، علي الرغم من انعدام الضمانات في مؤسسة دار التحرير، فلم يعرض علي أحد التعاقد مثلا وهو ما كان سيفقدني عنصر الاستقرار الذي تمنحني إياه الوظيفة الحكومية، كما كنت سأفتقد المرتب الثابت فقد كان الاتفاق معي أن أعمل بالقطعة.. ومع ذلك لم أتردد للحظة. استقلت من الحكومة وبدأت أعمل في الصحافة، بعد ثلاثة شهور من العمل الميداني صرت أعمل كديسك في قسم الحوادث، أراجع الموضوعات التي يأتي بها المحررون وأعيد صياغتها. بعد ذلك عملت في جريدة «وطني»، كانت في طور التأسيس وعملت فيها بعد الظهر إلي جانب عملي في مؤسسة دار التحرير. جريدة وطني، التي كانت قبطية، أسسها خمسة من المسلمين. في جريدة وطني تعرفت هناك علي محيي فرحات، الذي أثر في في مراحل طفولتي الأولي، أصبح أبي الروحي ونمت بيننا علاقة تتجاوز علاقة العمل، كان أبنائي وهم أطفال يعتبرونه جدهم».
محيي الدين فرحات هذا هو من قدم يوسف السباعي إلي القراء، إذ حكي ذات يوم لمحمود سالم قصته، فنقلها لنا محمود وهو يقهقه «كان السباعي ضابطا في سلاح الفرسان، يرسل قصصا قصيرة إلي مجلة اسمها مسامرات الجيب، ولكن محيي الدين فرحات، وكان وقتها سكرتير تحرير المجلة، دائما ما يضع قصص السباعي في الدرج، ذات يوم سأله فرحات وقد أتي ليحضر قصة، إذا كان له صلة قرابة بعلي السباعي وزير التموين، فقال يوسف إنه عمه. في تلك الفترة كان سعر ورق الجرائد الرسمي 300 جنيه للطن بينما في السوق السوداء بـ800 وكانوا يضطرون لشرائه من السوق السوداء. هنا قال فرحات ليوسف «هل يمكنك ان تحضر لنا طنا من الورق بسعره الرسمي؟» فأجاب السباعي بالإيجاب، فسأله فرحات «طيب طنين»، فكان الإيجاب أيضا رد يوسف، في هذه اللحظة فتح فرحات الدرج وأخرج قصص السباعي وبدأ في نشرها، ومن هنا بدأ القراء يعرفون يوسف السباعي».
التحول الأكثر أهمية والذي غير من حياة محمود سالم كان انتقاله بعد ذلك إلي دار الهلال، ليعمل هناك إلي جانب عمله في الجمهورية ووطني، يحكي عن هذه المرحلة من حياته «ذهبت لأعمل في دار الهلال، عملت في البداية «ديسك» كالعادة، ولكن ذات يوم كان أن أخذت موضوعا لأعيد كتابته، كان من المفترض أن ينشر في مجلة سمير التي تصدر عن الهلال، وهي مجلة أطفال. كان الموضوع تقريرا عن مدينة الملاهي المشهورة ديزني لاند كتبته نادية نشأت، وهي من المساهمين الأساسيين في دار الهلال. كان الموضوع مملا لن يجذب أي طفل لقراءته «ديزني لاند مدينة ملاهي مساحتها كذا ويوجد فيها ألعاب كذا وكذا».. فكرت في كتابة الموضوع بشكل مختلف، قصة فتاة تضيع من أهلها في مدينة الملاهي الضخمة وتتجول فيها بحثا عنهم، وأثناء بحثها يمكن أن نورد هذه الحقائق باعتبارها ضمن القصة إلي أن تجدهم في النهاية».
أخبرني بعد ذلك أن نادية نشأت صاحبة فضل عليه، بعد محيي الدين فرحات «استدعتني نادية نشأت إلي مكتبها وكنت وقتها في قمة الرعب، تخيلت أنها قد تطردني من العمل في الهلال، ولكنني اكتشفت أنها كانت سعيدة بالموضوع وطلبت مني العمل في مجلة سمير فقط ورفعت مرتبي، وبينما كنت أعمل في سمير اقترحت أن نقدم لغزا في كل عدد للأطفال يحلونه ويرسلونه إلي المجلة، في أول لغز تلقينا عددا هائلا من الحلول التي أرسلها الأطفال، وارتفع توزيع المجلة أضعافا مضاعفة».
كان محمود سالم يعتقد أن هذه هي المرحلة الذهبية في حياته، ولذلك فعندما أممت دار الهلال في عام 1961 وغادرتها نادية نشأت، كانت حياته تمر برتابة، كان يعتقد أن القادم تعاسة ليس أكثر. ولكن ما حدث بعد ذلك علمه درسا لقنه لي وأنا أجري معه الحوار «دايما الدنيا فيها أوقات كويسة وأوقات سيئة وصعبة.. وزي ما الأوقات الكويسة بتخلص الأوقات الصعبة كمان بتعدي» ويضيف «كانت حياتي رتيبة.. لم يكن هناك أي تغيير، ولم يحدث ما يذكر».
الآن يتغير شيء ما في نبرة صوته، إذ سيحكي قصة ميلاد المغامرين الخمسة «لاحقا، أصبحت نادية نشأت مسئولة عن قسم الأطفال في دار المعارف، فاقترحت علي أن أواصل الألغاز التي كنت أكتبها في سمير، ولكنها طلبت أن يزيد حجمه كثيرا «بدل ما يبقي صفحتين.. خليه خمسين أو مائة صفحة». في البداية كنت مترددا، إلي أن أخبرتني نادية أن هناك سلسلة مغامرات للأطفال تصدر في بريطانيا اسمها The five (الخمسة)، وأحضرت لي نسخة من أعدادها، طلبت منها أن تلخصها لي ففعلت، وأخذت التلخيص وكان لمغامرة اسمها «لغز الكوخ المحترق». أعجبتني الفكرة، تخيلت خمسة مغامرين مصريين، ومصّرت بعض تفاصيل اللغز الذي أخذت ملخصه من نادية نشأت.. وصدر «لغز الكوخ المحترق».
أحبس أنفاسي.. فالرجل الذي شكل طفولة كل أطفال مصر منذ عام 1968 إلي الآن يحكي لي كيف قام بهذا كله «استدعيت شخصيات المغامرين الخمسة من ذكريات طفولتي.. في البداية، قررت أن أصنع بطلا غير تقليدي، سيكون سمينا ولن يكون وسيما أو طويلا، بعد ذلك، استدعيت باقي شخصيات السلسلة من ذكريات طفولتي. كان محب الشقيق الأكبر لفوزي القصبي صديقي في المرحلة الثانوية في المنصورة، وكنا دائما نلجأ إليه ليعطينا نقودا إذا انتهت نقودنا، أما المفتش سامي، فهو شخصية حقيقية في المباحث الجنائية، عرفته بحكم عملي كصحفي وكانت لنا بعض المواقف الإنسانية المتبادلة».
يضحك بينما يتذكر أيضا «لم أكن زرت المعادي عندما بدأت أكتب الألغاز، إلي أن كتبت في اللغز الثالث اسم شارع، قالت لي نادية نشأت يا محمود المعادي شوارعها أرقام مش أسماء.. فقلت لها إنني لم أذهب إلي المعادي مطلقا. أمسكت باللغز وقالت لي يا محمود مفيش ألغاز تاني غير لما تروح المعادي وتقول لي إنك عرفتها كويس. بالفعل قمت بجولة في المعادي ودونت بعض التفاصيل».
يحكي عن فترة الأمجاد الآن «حققت سلسلة المغامرين الخمسة نجاحا باهرا، العدد العاشر طبع منه 100 ألف نسخة نفدت من الأسواق في 15 يوما وصدرت طبعة ثانية طبع منها 40 ألف نسخة. كنت أحصل علي 50 جنيها مقابل كتابة اللغز، أصبحت بعد ذلك 100 بالإضافة إلي 5% من أرباح التوزيع. صدر اللغز الأول في عام 1968، في عام 1970 انتقلنا إلي بيتنا الجديد في المهندسين، واشترينا سيارة جديدة».
يستأنف «وقتها تفرغت تماما للألغاز، تركت الصحافة بعد أن كنت رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، فصلت منها لأنني ناصري، لم أكن أعمل في السياسة ولكني كنت متعاطفا مع عبد الناصر، التعاطف الذي لا يتجاوز تعليق صورة له في مكتبي. بعدها منع نشر اسمي في مصر، كنت قد سلمت دار المعارفة خمسة ألغاز، وكان هذا في عام 1972، نشروا باسم رجاء عبد الله، وهي صديقة وكاتبة قصص بوليسية أيضا».
للشياطين الـ13 أهمية خاصة عند محمود سالم أيضا، فبعد أن منع اسمه من الكتابة في مصر «اتصلت بي نادية نشأت، وكانت وقتها قد تركت دار المعارف وانتقلت إلي بيروت، طلبت مني أن أحضر إلي بيروت، حصلت بصعوبة علي تصريح السفر، هناك بدأت كتابة الشياطين الـ13 كان العديد من العرب يعتبون علي، «طب ما احنا عندنا ناس كويسة.. مش بس تختخ يعني». من هنا قررت أن أكتب شيئا جديدا، وكانت فكرة الشياطين هذه. الشياطين الـ13 هي سلسلة مغامرات يقوم بها 13 شابا وفتاة من مختلف الدول العربية، كل منهم له رقم، وهناك رقم صفر، مؤسس هذه المجموعة، لا أحد يعلم حقيقته». طلبت منه إخباري من هو رقم صفر هذا، ضحك بصوت عالٍ ثم هتف «والله يا ابني أنا ما أعرف لحد دلوقتي مين صفر ده.. جات علي بالي فكرة إن محدش يعرفه فكتبتها».
من الأسباب التي شجعتني علي السفر إلي بيروت ما قام به معي أنيس منصور عندما أصبح رئيسا لتحرير دار أكتوبر، التي تتبعها المعارف، إذ قال لي إنهم سيخفضون نسبة الأرباح التي أحصل عليها من مبيعات الألغاز. شعرت أنهم يضايقونني.
يعود مرة أخري إلي المغامرين الخمسة.. يلحون عليه، يقول لي «عارف.. دلوقتي أنا وأنت ف الأوضة.. أنا متأكد إنهم معانا.. أنا بشوفهم كل لحظة معايا.. أنا مدين ليهم بكل شيء كويس ف حياتي.. هم وأفكار زوجتي». تترقرق عيناه بالدمع عندما يحدثنا عن أفكار، يغالب البكاء إلا أنه يفشل.. كانت تحبه.. وهو مقتنع أنه لولاها لما كان كل ما كان، لولاها لبقي ربما موظفا في بنها.
أتاحت له فرصا كثيرا، ومواقف أيضا بالغة الطرافة، ذات يوم اتصل به القصر الجمهوري يطلب منه المجموعة الكاملة من المغامرين الخمسة لأن أحد الحكام العرب لا يستطيع النوم قبل أن يقرأ لغزا! بينما عرض عليه أمير سعودي آخر أن يدفع له مبلغا ماليا ضخما مقابل أن يلتقي أبنائه بالمغامرين الخمسة.. «فهمته إن المغامرين الخمسة دول شخصيات خيالية، وأخدت أسماء ولاده وخليتهم يشاركوا ف مغامرة مع المغامرين الخمسة»!!
أكثر الألغاز التي يحبها هي «لغز الكلب ذو الرأسين» و«لغز ورقة الكوتشينة»، «لغز مزرعة الرياح»، «لغز الموسيقار الصغير». ذكرته بلغز كنت أحبه وأنا صغير «لغز الرسالة الطائرة»، وهي مغامرة تتعلق بالنشالين الصغار، وكيف أن لهم لغة مستقلة. قال لي إنه ليكتب هذا اللغز قرأ رسالة دكتوراه كاملة عن لغة النشالين.
الآن دار الشروق بصدد إصدار مغامرات جديدة للمغامرين الخمسة، كتب بعضها في مجلة علاء الدين كسلسلة أسبوعية، ويتوقع محمود أن تصدر في الصيف القادم علي أقصي تقدير <
حاكم عربي طلب منه المجموعة الكاملة من «المغامرون الخمسة» لأنه يقرؤها كل يوم
محب كان الشقيق الأكبر لأحد أصدقائه.. وسامي كان رئيس المباحث الجنائية بالفعل
كلنا أبناء هذا الرجل.. شكّل في مرحلة ما حياتنا وصنع لنا خيالنا، كل منّا مدين له بطريقته. الأطفال المصريون والعرب، منذ عام 1968 وحتي اليوم مفتونون بتختخ ومحب ونوسة وعاطف ولوزة.. بالذات لوزة هذه.. الصغيرة الذكية.
بفضل المغامرين الخمسة، يصبح لطفل تسعيناتي، يستخدم الإنترنت ببراعة ويقضي وقت فراغه في لعب «الفيديو جيم»، يصبح لهذا الطفل ذكريات طفولة مشتركة مع أبيه مثلا، الذي كان الملمح التكنولوجي الأكثر تطورا أثناء طفولته، مطلع السبعينيات، الهاتف ذا القرص الذي كان في أغلب الأوقات معطلا.
ولكن إذا كنا جميعا نعلم من هم المغامرون الخمسة، ونشعر حتي بتواجدهم معنا، يبدو اسم محمود سالم عصيا علي المعرفة.. يعصر المرء ذهنه كثيرا ليتذكر أن هذا الرجل هو مبدع هذه السلسلة البوليسية وخالق هذه الشخصيات التي كانت الصديق الأوفي لبعضنا في مرحلة ما من مراحل حياته.
مازال محمود سالم يحتفظ إلي اليوم، رغم بلوغه الثمانين عاما، برونق وشباب ولمعان في عينيه، مازال يقرأ ويكتب.. يستمتع بالحياة التي يحبها، مازالت أفكاره منظمة وذهنه حاضرا، مازال يتذكر أدق تفاصيل رحلته الطويلة، والتي تتجاوز تفاصيلها وتجاربها سنوات عمره الثمانين بثمانين ضعفا.. ما زال قادرا علي التقاط التفاصيل من محدثه ولو كان شابا لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.. وهو بالتأكيد قادر علي أن يحول اللقاء الصحفي الذي يستغرق ساعة واحدة في العادة، إلي دردشة حميمة بين صديقين.. تتجاوز الساعات الثلاث!!
منعوا اسمه عام 1974 لأنه ناصري ونشر خمسة ألغاز باسم رجاء عبد الله
محيي الدين فرحات ينشر ليوسف السباعي مقابل شراء طن الورق بـ300 جنيه
علي هذا المكتب كتبت أغلب ألغاز المغامرين الخمسة والشياطين الثلاثة عشر. يجلس محمود سالم علي مكتبه ومن خلفه صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بينما تتناثر في أركان المكتب كتب كثيرة أغلبها دوائر معارف وموسوعات.
عندما بدأ يحكي لي كيف ولدت ألغاز المغامرين الخمسة، كان قد مر علي بدء الحوار نحو ساعة ونصف، ولكن في تلك اللحظة، توهج صوته، ولمعت عيناه، ولمحت في يديه توترا، قال «إذا أردت النجاح افعل ما هو غير تقليدي، ولهذا كان تختخ سمينا، البطل يكون عادة طويلا مفتول العضلات، ولكنني قررت أن أصنع بطلا غير تقليدي». بقية الشخصيات كانت مزجا من الخيال والحقيقة والواقع، محب كان الشقيق الأكبر لصديق طفولة، وكان اسمه أيضا محب، أيضا المفتش سامي كان شخصا حقيقيا يعمل لواءً في المباحث الجنائية، وتعرف عليه سالم عندما كان محررا في قسم الحوادث بصحيفة الجمهورية.
استرسل الرجل في الحديث وألم بكل التفاصيل حتي تلك التي لم أكن سأسأل عنها. بدأ قصته من اللحظة الأولي «ولدت في الإسكندرية 20 مارس 1929، وبحكم أن والدي كان ضابطا في البحرية، في خفر السواحل ومصائد الأسماك، التي هي الآن المسطحات المائية، تنقلت كثيرا علي شواطئ البحار والبحيرات، لقد عشت في بحيرات مصر الخمسة. اعتبر هذه البحيرات المصدر الرئيسي لذكرياتي».
ذكرياته هذه ستجلب السعادة لأطفال مصر والوطن العربي، يستكمل حديث الذكريات «حصلت علي شهادة الابتدائية من مدينة المطرية دقهلية، لم تكن هناك حيث نعيش مدرسة ثانوية فانتقلت إلي المنصورة وحدي أعيش في غرفة مفروشة بينما كان أهلي يعيشون في المطرية دقهلية».
أتاح له التنقل كثيرا مساحة أوسع من التجارب والأشخاص والذكريات «المغامرون الخمسة وأغلب أبطال السلسلة كانوا جزءا من ذكرياتي. أشخاص التقيتهم في مراحل طفولتي، لقد انتقلت في أربع مدارس ثانوية نظرا لظروف عائلتي التي تنقلت كثيرا، المنصورة الثانوية ثم دمياط ثم الفيوم ثم بني سويف الثانوية. وفي كل مكان من هذه الأمكنة كنت ألتقي بأشخاص مختلفين وأمر بتجارب عديدة. كل هذه التجارب احتفظت بها في ذهني إلي أن استخدمتها وأنا كاتب أطفال».
كان يحب القراءة، بدأت بسبب أصله التركي «كان جدي مواليد تركيا، وبالتالي قرر والدي علينا دراسة تاريخ تركيا. ولكن القراءة المهمة في حياتي بدأت عام 1936 عندما بدأت روايات الجيب تصدر».
بفضل روايات الجيب قرأ محمود سالم الأعمال المهمة، الحرب والسلام وشكسبير وكتبا وروايات مهمة خاصة الأدب الفرنسي. يقول «شكلت هذه القراءات حجر الأساس لما سأقرؤه لاحقا».
يواصل حديث ذكرياته «وأنا في المرحلة الثانوية لم يكن لدي تصور محدد لحياتي.. ذات مرة كنا في جلسة عائلية وكانوا يسألون الأطفال ماذا تريد أن تعمل عندما تكبر، عندما سرحت قليلا ثم قلت لا أعرف. وبخني أبي وقال لي «يعني إيه مش عارف».. قلت له أريد أن أصبح صياد سمك.
يحكي أول قصة طريفة في الحوار، بعد أن حصل علي شهادة الثقافة انضم إلي الكلية الحربية، ولكنه سرعان ما فصل منها، لماذا؟ يقول «عندما دخلت الكلية الحربية فصلت منها، لأنهم اتهموني بالشيوعية، عام 1945 كان هناك استقطاب للطلبة بين الشيوعيين والإخوان المسلمين، عندما كنت شابا كنت أميل للمعارضة والتمرد ففضلت الانضمام إلي الشيوعيين. كان معي وقتها في المنصورة رفعت السعيد رئيس حزب التجمع. دفعت اشتراك الانضمام للحزب 25 قرشا وأخذت إيصالا فأصبحت عضوا في حركة حدتو».
ويضحك سالم وهو يقول «عندما كنت طالبا كنت مسئولا عن تحرير مجلة اسمها الجماهير، كانت مجلة يصدرها الطلبة اليساريون. قالوا لي إن أفضل مطبعة يمكن أن نطبع فيها المجلة يملكها صيدلي اسمه خميس، لنكتشف بعد ذلك أن خميس هذا من أقطاب الإخوان المسلمين، وطبع لنا بالفعل هذا الإخواني مجلة شعارها المطرقة والمنجل. عندما ذهبت له بالأصول أخذ مني خمسة جنيهات كمقدم، ولكن في هذه الليلة هاجم البوليس مطبعة الإخوان المسلمين وصادر كل ما فيها من أوراق وضمنها مجلة يصدرها طلبة شيوعيون».
ويسترسل «الربع جنيه الذي دفعته حول مجري حياتي، فبعد حرب 1948 طلب الجيش المصري مجموعة من الطيارين بشهادة الثقافة، وهي الشهادة التي كان يحصل عليها الطلبة قبل الثانوية العامة بحسب النظام التعليمي القديم. تقدمت واجتزت الاختبارات الطبية، ولكن عندما وجد الأمن اسمي ضمن أعضاء حدتو وكنت وقتها في مطار الدخيلة، بعد أن وجدوا اسمي طردت إلي جانب ستة من زملائي لأننا شيوعيون».
بعد فصله من الحربية استكمل دراسته الثانوية والتحق بكلية الحقوق «في العام الأول رسبت في خمس مواد من أصل سبع، لم أكن طالبا مجتهدا، بعد فشلي في الحقوق، انتقلت إلي كلية الآداب إلا أنني مكثت فيها تيرما واحدا، في هذا الوقت عينني أحد أقاربنا موظفا في وزارة الشئون الاجتماعية، في مصلحة الضمان الاجتماعي، في وقت كان فيه التعيين في الحكومة أمرا صعبا. أصبحت موظفا بالثانوية العامة علي الدرجة الثامنة، لم أكن بعد أعرف ماذا أريد، كنت أقرأ كثيرا وأختزن قدرا من المعلومات دون أن أعرف كيف يمكنني أن أستغل كل ذلك».
كل ذلك وصاحبنا مازال يقرأ، إلا أن اللحظة التي سيكتب فيها كانت قد حانت يقول عنها «الحاجة هي المحرك الأساسي لكل حركة يقوم بها الإنسان. وهكذا بدأت قصتي مع الكتابة، كان مرتبي 11 جنيها، ولم يكن يكفي بطبيعة الحال. وأنا في القاهرة تعرفت علي جمال سليم (والد رسام الكاريكاتير عمرو سليم) وصبري موسي اللذين يعملان في مجلة الرسالة الجديدة التي تصدر عن مؤسسة دار التحرير (الجمهورية). كان رئيس رئيس تحرير الرسالة الجديدة طه حسين، ورئيس تحريرها الفعلي يوسف السباعي. كان جمال سليم وصبري موسي يعلمان أنني أكتب جيدا لأن جمال كان معي في المدرسة. عرضوا علي العمل في الرسالة الجديدة كـ «ديسك»، تأتي إلي الأخبار فأقوم بإعادة صياغتها بأسلوب صحفي. وبدأت بالفعل في هذا العمل».
ولكن البداية الحقيقية كانت عمله كمراسل أثناء العدوان الثلاثي عام 1956 «وصلت إلي دار التحرير في الثامنة مساءً فوجدت أنوار المبني كلها مطفأة، صعدت إلي مكتب عبد العزيز الصاوي رئيس التحرير الذي كان الوحيد الذي ينساب منه نور خافت تبينت أنه نور شمعة. فتح لي الصاوي وكلفني بالسفر مراسل لتغطية المعارك. كتبت تفاصيل الرحلة. بعد ذلك طلب مني عبد العزيز الصاوي أن أصرف نظري عن الوظيفة الحكومية وأركز في عملي كصحفي. علي الرغم من أن الوظيفة الحكومية في تلك الأيام كانت تحمل رونقا خاصا، ورغم أن خطيبتي وقتها عارضت بشدة هذا القرار، إلا أنني لم أفكر فيه للحظة، علي الرغم من انعدام الضمانات في مؤسسة دار التحرير، فلم يعرض علي أحد التعاقد مثلا وهو ما كان سيفقدني عنصر الاستقرار الذي تمنحني إياه الوظيفة الحكومية، كما كنت سأفتقد المرتب الثابت فقد كان الاتفاق معي أن أعمل بالقطعة.. ومع ذلك لم أتردد للحظة. استقلت من الحكومة وبدأت أعمل في الصحافة، بعد ثلاثة شهور من العمل الميداني صرت أعمل كديسك في قسم الحوادث، أراجع الموضوعات التي يأتي بها المحررون وأعيد صياغتها. بعد ذلك عملت في جريدة «وطني»، كانت في طور التأسيس وعملت فيها بعد الظهر إلي جانب عملي في مؤسسة دار التحرير. جريدة وطني، التي كانت قبطية، أسسها خمسة من المسلمين. في جريدة وطني تعرفت هناك علي محيي فرحات، الذي أثر في في مراحل طفولتي الأولي، أصبح أبي الروحي ونمت بيننا علاقة تتجاوز علاقة العمل، كان أبنائي وهم أطفال يعتبرونه جدهم».
محيي الدين فرحات هذا هو من قدم يوسف السباعي إلي القراء، إذ حكي ذات يوم لمحمود سالم قصته، فنقلها لنا محمود وهو يقهقه «كان السباعي ضابطا في سلاح الفرسان، يرسل قصصا قصيرة إلي مجلة اسمها مسامرات الجيب، ولكن محيي الدين فرحات، وكان وقتها سكرتير تحرير المجلة، دائما ما يضع قصص السباعي في الدرج، ذات يوم سأله فرحات وقد أتي ليحضر قصة، إذا كان له صلة قرابة بعلي السباعي وزير التموين، فقال يوسف إنه عمه. في تلك الفترة كان سعر ورق الجرائد الرسمي 300 جنيه للطن بينما في السوق السوداء بـ800 وكانوا يضطرون لشرائه من السوق السوداء. هنا قال فرحات ليوسف «هل يمكنك ان تحضر لنا طنا من الورق بسعره الرسمي؟» فأجاب السباعي بالإيجاب، فسأله فرحات «طيب طنين»، فكان الإيجاب أيضا رد يوسف، في هذه اللحظة فتح فرحات الدرج وأخرج قصص السباعي وبدأ في نشرها، ومن هنا بدأ القراء يعرفون يوسف السباعي».
التحول الأكثر أهمية والذي غير من حياة محمود سالم كان انتقاله بعد ذلك إلي دار الهلال، ليعمل هناك إلي جانب عمله في الجمهورية ووطني، يحكي عن هذه المرحلة من حياته «ذهبت لأعمل في دار الهلال، عملت في البداية «ديسك» كالعادة، ولكن ذات يوم كان أن أخذت موضوعا لأعيد كتابته، كان من المفترض أن ينشر في مجلة سمير التي تصدر عن الهلال، وهي مجلة أطفال. كان الموضوع تقريرا عن مدينة الملاهي المشهورة ديزني لاند كتبته نادية نشأت، وهي من المساهمين الأساسيين في دار الهلال. كان الموضوع مملا لن يجذب أي طفل لقراءته «ديزني لاند مدينة ملاهي مساحتها كذا ويوجد فيها ألعاب كذا وكذا».. فكرت في كتابة الموضوع بشكل مختلف، قصة فتاة تضيع من أهلها في مدينة الملاهي الضخمة وتتجول فيها بحثا عنهم، وأثناء بحثها يمكن أن نورد هذه الحقائق باعتبارها ضمن القصة إلي أن تجدهم في النهاية».
أخبرني بعد ذلك أن نادية نشأت صاحبة فضل عليه، بعد محيي الدين فرحات «استدعتني نادية نشأت إلي مكتبها وكنت وقتها في قمة الرعب، تخيلت أنها قد تطردني من العمل في الهلال، ولكنني اكتشفت أنها كانت سعيدة بالموضوع وطلبت مني العمل في مجلة سمير فقط ورفعت مرتبي، وبينما كنت أعمل في سمير اقترحت أن نقدم لغزا في كل عدد للأطفال يحلونه ويرسلونه إلي المجلة، في أول لغز تلقينا عددا هائلا من الحلول التي أرسلها الأطفال، وارتفع توزيع المجلة أضعافا مضاعفة».
كان محمود سالم يعتقد أن هذه هي المرحلة الذهبية في حياته، ولذلك فعندما أممت دار الهلال في عام 1961 وغادرتها نادية نشأت، كانت حياته تمر برتابة، كان يعتقد أن القادم تعاسة ليس أكثر. ولكن ما حدث بعد ذلك علمه درسا لقنه لي وأنا أجري معه الحوار «دايما الدنيا فيها أوقات كويسة وأوقات سيئة وصعبة.. وزي ما الأوقات الكويسة بتخلص الأوقات الصعبة كمان بتعدي» ويضيف «كانت حياتي رتيبة.. لم يكن هناك أي تغيير، ولم يحدث ما يذكر».
الآن يتغير شيء ما في نبرة صوته، إذ سيحكي قصة ميلاد المغامرين الخمسة «لاحقا، أصبحت نادية نشأت مسئولة عن قسم الأطفال في دار المعارف، فاقترحت علي أن أواصل الألغاز التي كنت أكتبها في سمير، ولكنها طلبت أن يزيد حجمه كثيرا «بدل ما يبقي صفحتين.. خليه خمسين أو مائة صفحة». في البداية كنت مترددا، إلي أن أخبرتني نادية أن هناك سلسلة مغامرات للأطفال تصدر في بريطانيا اسمها The five (الخمسة)، وأحضرت لي نسخة من أعدادها، طلبت منها أن تلخصها لي ففعلت، وأخذت التلخيص وكان لمغامرة اسمها «لغز الكوخ المحترق». أعجبتني الفكرة، تخيلت خمسة مغامرين مصريين، ومصّرت بعض تفاصيل اللغز الذي أخذت ملخصه من نادية نشأت.. وصدر «لغز الكوخ المحترق».
أحبس أنفاسي.. فالرجل الذي شكل طفولة كل أطفال مصر منذ عام 1968 إلي الآن يحكي لي كيف قام بهذا كله «استدعيت شخصيات المغامرين الخمسة من ذكريات طفولتي.. في البداية، قررت أن أصنع بطلا غير تقليدي، سيكون سمينا ولن يكون وسيما أو طويلا، بعد ذلك، استدعيت باقي شخصيات السلسلة من ذكريات طفولتي. كان محب الشقيق الأكبر لفوزي القصبي صديقي في المرحلة الثانوية في المنصورة، وكنا دائما نلجأ إليه ليعطينا نقودا إذا انتهت نقودنا، أما المفتش سامي، فهو شخصية حقيقية في المباحث الجنائية، عرفته بحكم عملي كصحفي وكانت لنا بعض المواقف الإنسانية المتبادلة».
يضحك بينما يتذكر أيضا «لم أكن زرت المعادي عندما بدأت أكتب الألغاز، إلي أن كتبت في اللغز الثالث اسم شارع، قالت لي نادية نشأت يا محمود المعادي شوارعها أرقام مش أسماء.. فقلت لها إنني لم أذهب إلي المعادي مطلقا. أمسكت باللغز وقالت لي يا محمود مفيش ألغاز تاني غير لما تروح المعادي وتقول لي إنك عرفتها كويس. بالفعل قمت بجولة في المعادي ودونت بعض التفاصيل».
يحكي عن فترة الأمجاد الآن «حققت سلسلة المغامرين الخمسة نجاحا باهرا، العدد العاشر طبع منه 100 ألف نسخة نفدت من الأسواق في 15 يوما وصدرت طبعة ثانية طبع منها 40 ألف نسخة. كنت أحصل علي 50 جنيها مقابل كتابة اللغز، أصبحت بعد ذلك 100 بالإضافة إلي 5% من أرباح التوزيع. صدر اللغز الأول في عام 1968، في عام 1970 انتقلنا إلي بيتنا الجديد في المهندسين، واشترينا سيارة جديدة».
يستأنف «وقتها تفرغت تماما للألغاز، تركت الصحافة بعد أن كنت رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، فصلت منها لأنني ناصري، لم أكن أعمل في السياسة ولكني كنت متعاطفا مع عبد الناصر، التعاطف الذي لا يتجاوز تعليق صورة له في مكتبي. بعدها منع نشر اسمي في مصر، كنت قد سلمت دار المعارفة خمسة ألغاز، وكان هذا في عام 1972، نشروا باسم رجاء عبد الله، وهي صديقة وكاتبة قصص بوليسية أيضا».
للشياطين الـ13 أهمية خاصة عند محمود سالم أيضا، فبعد أن منع اسمه من الكتابة في مصر «اتصلت بي نادية نشأت، وكانت وقتها قد تركت دار المعارف وانتقلت إلي بيروت، طلبت مني أن أحضر إلي بيروت، حصلت بصعوبة علي تصريح السفر، هناك بدأت كتابة الشياطين الـ13 كان العديد من العرب يعتبون علي، «طب ما احنا عندنا ناس كويسة.. مش بس تختخ يعني». من هنا قررت أن أكتب شيئا جديدا، وكانت فكرة الشياطين هذه. الشياطين الـ13 هي سلسلة مغامرات يقوم بها 13 شابا وفتاة من مختلف الدول العربية، كل منهم له رقم، وهناك رقم صفر، مؤسس هذه المجموعة، لا أحد يعلم حقيقته». طلبت منه إخباري من هو رقم صفر هذا، ضحك بصوت عالٍ ثم هتف «والله يا ابني أنا ما أعرف لحد دلوقتي مين صفر ده.. جات علي بالي فكرة إن محدش يعرفه فكتبتها».
من الأسباب التي شجعتني علي السفر إلي بيروت ما قام به معي أنيس منصور عندما أصبح رئيسا لتحرير دار أكتوبر، التي تتبعها المعارف، إذ قال لي إنهم سيخفضون نسبة الأرباح التي أحصل عليها من مبيعات الألغاز. شعرت أنهم يضايقونني.
يعود مرة أخري إلي المغامرين الخمسة.. يلحون عليه، يقول لي «عارف.. دلوقتي أنا وأنت ف الأوضة.. أنا متأكد إنهم معانا.. أنا بشوفهم كل لحظة معايا.. أنا مدين ليهم بكل شيء كويس ف حياتي.. هم وأفكار زوجتي». تترقرق عيناه بالدمع عندما يحدثنا عن أفكار، يغالب البكاء إلا أنه يفشل.. كانت تحبه.. وهو مقتنع أنه لولاها لما كان كل ما كان، لولاها لبقي ربما موظفا في بنها.
أتاحت له فرصا كثيرا، ومواقف أيضا بالغة الطرافة، ذات يوم اتصل به القصر الجمهوري يطلب منه المجموعة الكاملة من المغامرين الخمسة لأن أحد الحكام العرب لا يستطيع النوم قبل أن يقرأ لغزا! بينما عرض عليه أمير سعودي آخر أن يدفع له مبلغا ماليا ضخما مقابل أن يلتقي أبنائه بالمغامرين الخمسة.. «فهمته إن المغامرين الخمسة دول شخصيات خيالية، وأخدت أسماء ولاده وخليتهم يشاركوا ف مغامرة مع المغامرين الخمسة»!!
أكثر الألغاز التي يحبها هي «لغز الكلب ذو الرأسين» و«لغز ورقة الكوتشينة»، «لغز مزرعة الرياح»، «لغز الموسيقار الصغير». ذكرته بلغز كنت أحبه وأنا صغير «لغز الرسالة الطائرة»، وهي مغامرة تتعلق بالنشالين الصغار، وكيف أن لهم لغة مستقلة. قال لي إنه ليكتب هذا اللغز قرأ رسالة دكتوراه كاملة عن لغة النشالين.
الآن دار الشروق بصدد إصدار مغامرات جديدة للمغامرين الخمسة، كتب بعضها في مجلة علاء الدين كسلسلة أسبوعية، ويتوقع محمود أن تصدر في الصيف القادم علي أقصي تقدير <
الفارس المقنع- a storm in the forum
- عدد الرسائل : 104
العمر : 52
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: محمود سالم و المغامرون الخمسة
الف شكر لكل من ساهم في هذا الموضوع الرائع والذي كنت ابحث
عنه كثيرا حياة الرائع محمود سالم والت يمكن ان تخلد بمسلسل
وارجو ممن لديه اي رابط عن حلقات المغامرين التلفزيونية ان لايبخل علينا بها او ان امكنه تحميل عدة حلقات لنا نكون من الشاكرين وذلك لعدم توفرها عندنا في سوريا
عنه كثيرا حياة الرائع محمود سالم والت يمكن ان تخلد بمسلسل
وارجو ممن لديه اي رابط عن حلقات المغامرين التلفزيونية ان لايبخل علينا بها او ان امكنه تحميل عدة حلقات لنا نكون من الشاكرين وذلك لعدم توفرها عندنا في سوريا
asdfff- عدد الرسائل : 2
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 08/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى